كشفت الثورة السورية عن الخلل العميق في المنظومة الدولية وآلياتها وحتى في قوانينها الداخلية والمثال الحاضر دوماً هو وجود دولة مثل روسيا في مجلس الأمن تمارس جرائم الحرب بأريحية تامة وتحمي مجرم حرب قتل مليون مدني في سورية لمجرد أن لديها حق الفيتو!
هذا الخلل تعدى مجلس الأمن إلى بعض المنظمات الدولية الأخرى مما يرسخ فساد المنظومة حيث رأينا كيف وصل نظام استهدف المستشفيات ودمر القطاع الصحي في سوريا ولاحق وقتل الآلاف من الأطباء والكوادر الطبية إلى عضوية المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية!
العالم اليوم، وأكثر من أي زمن مضى، بات بحاجة ماسة إلى منظومة دولية عادلة وأخلاقية.
إن وصول هكذا نظام بمثل هذا السجل الإجرامي إلى عضوية المجلس التنفيذي في منظمة عالمية تعمل من أجل حياة الناس وخير الشعوب، فضيحة تتطلب تحقيقا فوريا
لقد سبق لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية تعليق عضوية النظام المجرم فيها بسبب استخدامه الأسلحة الكيمائية في حربه ضد الشعب السوري، ومع أن جرائم هذا النظام في المجال الطبي لا تقل شناعة، وبدل طرده أو تعليق عضويته في منظمة الصحة العالمية يتم وصوله إلى المجلس التنفيذي فيها!
يرفض السوريون هذا الإجراء المريب. ويطالبون الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق حول شرعية هذا الإجراء ودور المنظمة في إجراءات وتسهيلات وصول المجرم إلى عضوية المجلس التنفيذي.
إنه من العار أن تستمر المنظومة الدولية بقبول تمثيل هذا النظام المجرم لبلد عظيم مثل سورية، وقد آن الأوان لطرده من كل المنظمات الدولية تمهيداً لعزله التام ومحاسبته على كل جرائمه وعلى رأسها ما أثبتته لجنة التحقيق المستقلة من استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين.
إن ما أجراه النظام وأجهزته الأمنية من مسرحية انتخابية هو إجراء غير شرعي وليس له أي اعتبار قانوني أو سياسي، فقد استولى على السلطة بانقلاب دموي ويستمر بها حتى اليوم بفعل الإجرام وباستجلاب المحتلين الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية، وإن ما قام به هو جريمة أخرى تضاف لسجله الأسود.
ولم يكتف بذلك، بل خرج بخطاب وقح تفوه به مجرم الحرب بشار في ختام طقسه الاستبدادي ومسرحيته الهزلية، وكال فيه سيلاً من السباب والشتائم للسوريين الأحرار الذين أعلنوا في سورية والعالم أنه مجرم حرب مكانه قفص المحاكمة لا سدة الحكم.
لقد وجه هذا المجرم إساءات مباشرة لكل مواطن سوري، شتمهم وحاول إهانتهم من خلال عبارات لا يمكن أن يتفوه بها من ينتمي لهذا الشعب العظيم وسورية العظيمة.
أبناء سورية في المناطق المحررة، وحول العالم، يعرفون بالضبط ما يواجهه أهلنا المحاصرون في مناطق النظام والعالقون في ظروف أشبه ما تكون بظروف الاعتقال تحت نير الاستبداد والقمع والإكراه.
تحية كبيرة للحناجر الغالية التي صدحت في جنوب سورية وشمالها متحدية هذا النظام المجرم ومن ورائه الاحتلال الروسي والإيراني مؤكدة على النضال حتى التحرير والتغيير
ننحني أمام أبطال بلادنا ونشيد بشجاعتهم ونؤكد مجدداً أننا مستمرون في القيام بكل ما هو ممكن في سبيل حرية سورية وتحريرها، وسنبقى نقاوم إلى أن ننتصر.
هذه سورية التي وضع أبناؤها أولى الأبجديات وأهدوا للعالم العلوم والمعارف والحضارات.
كل الشكر والتقدير للدول التي أكدت رفضها لهذه المسرحية الإجرامية، وينتظر السوريون خطوات جادة تدعم نضالهم في سبيل الحرية والديمقراطية وإنجاز الحل بما يضمن الانتقال السياسي حسب قرارات مجلس الأمن الدولي 2118 و2254.
وفي الوقت نفسه نقولها واضحة صريحة. إن كل من سولت له نفسه تهنئة الطاغية بمسرحيته الانتخابية فهو راض بجرائم هذا الطاغية ضد الشعب السوري وداعم له في ذلك موقفاً وقولاً والتاريخ يسجل. والشعوب لا تنسى.
نحيّي آلاف النشطاء والشخصيات السورية من مفكرين ومشاهير ومؤثرين الذين وقفوا يدا واحدة في وجه هذه المسرحية. وندعوهم جميعاً إلى مزيد من التعاون والنضال.
إن شعبنا السوري العظيم يستحق أن يحيا حياة عظيمة تليق بتضحياته وبطولاته، وإن الثورة مستمرة حتى تحقيق العدالة بمحاسبة المجرم وأعوانه والعبور بالبلاد نحو سورية الجديدة، سورية الحرة المدنية الديمقراطية.