الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
الهيئة العامة
21 كانون ثاني، 2020
بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية افتتح الائتلاف الدورة الـ 49 للهيئة العامة بين 18 ـ 19 كانون الثاني 2020 .
تقدّم رئيس الائتلاف أنس العبدة بكلمة افتتاحية وجّه فيها تحية خاصة لأهلنا الصابرين المصابرين في إدلب بكل ما يمثلونه من كرم وعطاء وشجاعة وإباء وروح صمود ومقاومة، وهم يواجهون مع الجيش الوطني أعنف عمليات القصف الممنهج الذي تمارسه روسيا المحتلة والنظام المجرم والتي تستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل خاص لإخلاء تلك المناطق من سكانها وتركهم عرضة لعمليات الموت تحت القصف، أو في رحلة النزوح الصعبة وسط ظروف الشتاء القاسية، وتخلّي المجتمع الدولي عن القيام بدوره الإنساني، الإغاثي المأمول .
ونوّه رئيس الائتلاف إلى عدم وجود تغيير في الإستراتيجية الروسية التي تتلخص بالعمل على إخضاع كافة المناطق لسيطرة النظام عبر سياسة الأرض المحروقة، وتعزيز نهج النظام الذي لم يتبدّل بخياره العسكري الأمني، في حين يتحمّل المسؤولية الكاملة عن الوضع الاقتصادي المأزوم، وما يعانيه المواطن السوري من موجات الغلاء وانهيار قيمة الليرة السورية وأثر ذلك على حياة المواطن، وعلى وضع النظام الذي يشهد حالة من التردي التي لا بدّ وأن تدفع المواطن للانتفاض على هذا الواقع وهو يدرك المسبب الرئيس له.
وقد شكلّ العدوان المفتوح على إدلب، وعدم احترام أية هدنة أو اتفاقات لوقف إطلاق النار، والعمل على فتح عدة جبهات ضد مناطق الثورة موضوع النقاش الواسع لأعضاء الائتلاف الذين أكدوا فيه خيارنا المفروض بالمقاومة، وتنويع وسائلها، بما في ذلك العمل خلف خطوط العدو، وتعزيز العلاقة مع الحاضنة الشعبية المتمسكة بأرضها وبيوتها وحقها في المقاومة، والتأكيد على أهمية توحيد المواقف والصفوف على الأصعدة العسكرية والسياسية، وعبر مزيد التفاعل مع فئات شعبنا بمختلف أماكن تواجده.
من جانبه قدم الأمين العام للائتلاف الوطني نائب رئيس لجنة الحج الأستاذ عبد الباسط عبد اللطيف تقريراً كاملاً عن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية وعن توقيع عقود الحج للموسم القادم، ونقل عبد اللطيف شكر الشعب السوري للمملكة ولجهودها في دعم الحجيج السوري ونجاحها المستمر في إدارة مواسم الحج عاماً بعد عام. كما استعرض الأمين العام خلاصة أعمال لجنة الحج واستعداداتها ومتابعتها لمخرجات الاجتماعات التقنية التي تنظمها وزارة الحج والعمرة في المملكة والتحضيرات التي تتم بخصوص الخطط المتعلقة بتفويج الحجاج ونفرتهم والعمل على تطبيق جميع المعايير المقررة بما يضمن سلامة الحجاج السوريين والمساهمة في الارتقاء بموسم الحج المقبل إلى مستوى جديد من النجاح بإذن الله.
وخلال جلسات مفصلة، وبحضور رئيس وأعضاء الحكومة السورية المؤقتة جرى الاطلاع على ظروف عمل ومنجزات الحكومة المؤقتة، خاصة في مجال التقدّم في تشكيل الجيش الوطني السوري كجيش مهني يقوم بواجباته الوطنية، ومواصلة تشكيل قوة شرطية وأمنية للحفاظ على أمن المواطن وحقوقه، وتفعيل المحاكم العادية بتكريس حيادية واستقلال القضاء، وتنشيط عمل المجالس المحلية، واستكمال انتخاب عدد منها، والاهتمام بالقطاع الزراعي وتنميته، وكذلك تطوير الجانب الاقتصادي في مختلف المجالات، وإدارة المعابر، والاهتمام بقطاعات التعليم والصحة وغيرها من المجالات الحيوية التي تحاول الحكومة السورية المؤقتة العمل فيها رغم الظروف الصعبة وشحّ الموارد .
كما استمعت الهيئة العامة لإحاطة حول مستجدات العملية السياسية وهيئة التفاوض السورية، وأكدت الهيئة العامة على رسالة الهيئة السياسية التي وضّحت موقف الائتلاف وملاحظاته بما يتعلق بعقد مؤتمر خاص للمستقلين، والتأكيد على ضرورة مواصلة الحوار مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأطراف ذات الصلة وصولاً لأفضل صيغ التفاهم التي تعزز العلاقات المشتركة، ومسيرة المفاوضات السياسية، ودور الائتلاف فيها.
كما ناقشت الهيئة العامة مجمل الاتصالات واللقاءات السياسية التي تمّت بين قيادة الائتلاف وعدد من مسؤولي الدول العربية والدولة التركية ودول أخرى، وما عرفته من تطورات إيجابية ملحوظة تدعو لمزيد التفعيل، خاصة وأن أحداث المنطقة بدلالاتها واحتمالاتها المتعددة تعزز أهمية التنسيق والعمل المشترك في ميادين مختلفة، ودعم العملية السياسية في سورية عبر الضغط على نظام الجريمة والفئوية للاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، واستئناف العملية السياسية بكل مقتضياتها.
وفيما يتعلق بتقارير الدوائر والمكاتب التابعة للائتلاف، ناقشت الهيئة العامة تقرير دائرة العلاقات الخارجية، وتقرير الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين والمفقودين وراجعت ما تم إنجازه واللقاءات التي حصلت حول هذا الملف، خاصة وأن ملف المعتقلين يبقى على رأس أولويات الائتلاف، كما قدّم مكتب الاتحادات والنقابات تقريراً مفصلاً حول نشاطات اللجنة الأولمبية السورية، وقدّم مكتب الاستشارات الإستراتيجية تقريراً عن نشاطه في الشهرين الماضيين.
تتوجّه الهيئة العامة إلى شعبنا السوري بكافة مناطق تواجده، في الداخل ومناطق النزوح واللجوء والهجرة بأسمى التحيات، وهي تشدّ على يديه وتنحني أمام صموده، وتمسكه بحقوقه الطبيعية في إقامة نظام مدني تعددي ديمقراطي بديل لنظام الاستبداد والفئوية .
كما أنها تتوجه بالتحية لشعب العراق البطل، وشعب لبنان الشقيق، ولكافة الشعوب العربية التي تكافح لانتزاع حقوقها في أنظمة ديمقراطية توفر الحرّيات الخاصة والعامة ، وتضعها على سكة تجاوز الأزمات الخاصة، والتخلّص من معيقات التطور والاستقلال .
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للمعتقلين
النصر للثورة