تمثل المجالس المحلية في سوريا البديل عن الدولة المدنية الغائبة سواء في المناطق التي تحت سيطرة النظام او التي لم تعد كذلك بل تدار من قبل أهالي المنطقة.
عندما بدأت الثورة في سورية تزامنت معها الأزمة الانسانية بسبب بطش النظام والذي أدى الى تضرر عدد هائل من الأشخاص في كل مدينة و قرية تقريبا. بدأ الناس بمساعدة بعضهم بعضا و تقديم بعض الخدمات الأساسية للمحتاجين منهم لكن سرعان ما بدأ حجم الاحتياجات بالاتساع للدرجة التي لم يعد يستطيع الأفراد أو المجموعات الصغيرة الاستمرار بتقديم الخدمات و المساعدة لوحدهم دون التعاون و التنسيق مع الآخرين.
قدمت المجالس المحلية العديد من الخدمات وبعض الأمثلة عنها هي كالتالي:
- المعونات الانسانية كالطعام و المأوى
- المعونات و الخدمات الطبية
- الخدمات الاعلامية
- خدمات مدنية كإدارة الفضلات، النظافة، التعليم، تأمين المياه و المازوت، شرطة… الخ.
القيادة كانت للأشخاص و المجموعات التي استطاعت ان تقدم خدماتها لعدد أكبر من المحتاجين و بطريقة أفضل و أدوم. وكان أغلب الدعم المادي أو العيني يقدم من قبل أفراد سوريين داخل سوريا أو خارجها الى ان أصبحت الحاجة كبيرة و بدأت حملات جمع التبرعات في خارج سوريا و التي شملت أفرادا و منظمات من كافة الدول القريبة أو البعيدة. أما عن آلية اتخاذ القرارات فكان القرار فيما يخص التوزيع في أغلب الأحيان منوط بالشخص الذي يجلب الدعم بحسب اجتهاده.
المجالس المحلية متصلة بشكل كامل بالجماعات المعارضة سواء الثورية ام العسكرية. و هي تلعب دورا مهما في الثورة من خلال تقديم الخدمات المدنية لتلك الجماعات كي تساهم في مساعدتها على استمرار عملها وفي أغلب الحالات انبثقت المجالس المدنية من المجالس الثورية وفي بعض الحالات كانت المجالس المدنية تنبثق من المجالس العسكرية و تشكل من قبلها.