أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن نظام الأسد استهدف إحدى المدارس في إدلب بقذائف “شديدة الانفجار” مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال، واعتبرت أن هذا الهجوم يرقى لأن يكون “جريمة حرب”.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها أمس الجمعة، إن قوات النظام شنت هجوماً عشوائياً وغير قانوني قرب استهداف مدرسة “الخنساء” في بلدة “جرجناز” بريف إدلب الجنوبي بتاريخ 24 تشرين الثاني الماضي، ولفتت إلى أن الهجوم تضمن استخدام ثلاث قذائف هاون من عيار 240 ميليمتراً من طراز “3 إف 2” (3F2) “غاغارا” روسية الصنع، والذي يطلق على شكل قذيفة كبيرة شديدة الانفجار مصممة لهدم الحصون والتحصينات الميدانية.
وأوضحت المنظمة أن ذلك الهجوم أدى إلى قتل ستة أطفال ومعلمة ووالدة طالب، بالإضافة إلى جرح ثلاثة أشخاص بالغين وعشرة أطفال، اثنان منهم فقدا أطرافهما، مشيرةً إلى أن الحادث يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب.
وأشارت إلى أن كل قذيفة من القذائف المستخدمة في الهجوم تزن 239 كيلوغراماً برأس متفجر وزنه 46 كيلوغراماً وتتطلب فريقاً من 5 أفراد على الأقل لتحميلها وإطلاقها، لافتةً إلى أن القذيفة الأولى سقطت على بُعد 550 متراً شمال شرق المدرسة، ودمّرت منزلاً من 4 غرف لم يكن أصحابه فيه، تلاها بـ 8 دقائق سقوط القذيفة الثانية على بُعد 30 متراً شمال غرب المدرسة، وقتلت امرأة وطفلها؛ في حين سقطت الثالثة في أرض زراعية كان التلاميذ قد هربوا إليها وأدت إلى مقتل 6 أشخاص.
وأكدت المنظمة غياب أي مواقع عسكرية في المدرسة أو في المنطقة المجاورة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل هذه الهجمات ضد المدنيين متعمدة، مشيرة إلى رفض الأهالي لوجود مراكز أو مقرات عسكرية في “جرجناز” منذ بدء الثورة في 2011.
ونقلت المنظمة عن “بيل فان إسفلد” ـ وهو الباحث الأول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش ـ قوله إن الهجوم المروع على “جرجناز” هو لمحة صغيرة عما سيواجهه آلاف الأطفال إذا شُن هجوم شامل على إدلب بلا تدابير صارمة تحمي المدنيين، مضيفاً أنه من الضروري أن تضغط روسيا على النظام لوقف مثل هذه الهجمات التي تنتهك القانون بشكل صارخ، ووضع حماية المدنيين كأولوية.
وأكد “إسفلد” أنه لا يوجد مبرر لدى نظام الأسد لمهاجمة المباني المدنية كالمدارس، ومع ذلك تواصل قواته تشويه وقتل أطفال المدارس دون عقاب، مشدداً على ضرورة وقف الهجمات العشوائية لحماية الفئات الأكثر ضعفاً.
وتشهد محافظة إدلب قصف مدفعي وصاروخي متكرر من قوات النظام، ما يتسبب بوقوع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة إلى شن غارات متفرقة يقودها الطيران الروسي على المحافظة، رغم أن المحافظة مشمولة باتفاق إدلب الذي يتضمن إيقاف القصف وعدم استهداف المناطق المشمولة بالاتفاق. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري