أجبرت الحملة العسكرية الشرسة التي تقودها قوات الأسد مدعومة بمليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وبغطاء جوي روسي على مدينة حلب، على إغلاق معظم المدارس خوفاً على حياة الطلاب، بعد استهداف عدة مدارس خلال الفترة الماضية وسقوط عشرات الضحايا.
وقالت مارسيل شحوارو، المديرة التنفيذية لمنظمة “كش ملك” التي تدير عدد من المدارس داخل مدينة حلب، إن “مدارس المنظمة أغلقت بسبب عطلة، ولم تفتح من جديد بعد القصف المكثف في الأيام القليلة الماضية. وقالت إنها لا تعلم متى سيعاد فتحها لكنها لم تفقد الأمل”.
وتدير المنظمة سبع مدارس يعمل بها 110 مدرسين أغلبهم حديثو العهد بالمهنة وتخدم نحو ثلاثة آلاف تلميذ في المدينة المقسمة التي دمرتها قوات الأسد بالقصف المتواصل عبر الأسلحة الثقيلة والبراميل المتفجرة. واسم “كش ملك” ومعناه موت الملك في لعبة الشطرنج يشير إلى فكرة إقامة جمهورية ديمقراطية في سورية بدلا مما ترى المنظمة أنه دكتاتورية الأسد.
وتشهد حلب التي كانت أكبر مدن سورية قبل الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري، قصفا مكثفا، إذ تحاول قوات الأسد مدعومة بغارات جوية روسية تطويقها واستعادة السيطرة على المناطق المحررة والتي تضم نحو 350 ألف شخص.
وفي مقابلة مع “رويترز” أضافت شحوارو: “عندما تعمل في مجال التعليم تدرك أهمية أن يكون هناك جيل آخر وأن هذا الجيل يحتاج فرصة للتعليم”.
وتابعت قولها: “نحن نفكر للأجل القصير. فلنتعامل مع الوضع كما هو الآن. إذا حوصرت حلب غدا سنجد حلا مبتكرا لمواجهة ذلك. الأمر يتعلق بالمقاومة”.
وبدأت المنظمة في إقامة المدارس في حلب في عام 2011 واستخدمت في البداية مقار المدارس العادية لكن الوضع تغير بعد أن قصفت القوات الحكومية مدرسة عين جالوت في حلب في عام 2014. وقالت شحوارو إن 23 طفلا قتلوا في ذلك الهجوم.
وأشارت شحوارو إلى أن أحد المدرسي قال لها: “لماذا نعلم أطفالا سيموتون الأسبوع المقبل؟”، مضيفة: “إنهم ينظرون إلى الأطفال ويتصورون أنهم سيكونون الضحايا التالين”.
وأفادت الحكومة السورية المؤقتة أن الطيران الروسي قد استهدف 25 مدرسة، في مدن وبلدات سورية متعددة، منذ بدء العدوان الروسي على سورية في 30 أيلول 2015.
وتوزعت المدراس المستهدفة من قبل الطائرات الروسية، على حلب (14 مدرسة) وإدلب (6) ودمشق (3)، ودير الزور والرقة (واحدة لكل منهما).
وناشدت الحكومة السورية المؤقتة المجتمع الدولي والهيئات الدولية المعنية بالتعليم والطفولة وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، للعب دورهم في حماية الأطفال السوريين والبنى التحتية الخاصة بالطفولة والتعليم، واتخاذ موقف واضح وصريح من هذا العدوان الروسي الهمجي.
كما جددت الحكومة مناشدة مجلس الأمن الدولي بالعمل الجاد على الوقف الفوري لما يتعرض له الشعب السوري من جرائم إبادة ممنهجة على يد نظام الأسد والعصابات الطائفية المقاتلة معه، والاحتلال الروسي الإيراني المزدوج. المصدر: الائتلاف