حذر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، برسالة وجهها لوزراء المجموعة الدولية لدعم سورية، من محاولات النظام بإحداث تغيير ديمغرافي في بعض المدن والبلدات.
وبيّن حجاب خلال رسالة تم إرسالها اليوم أن هناك “مخطط خطير بدأت تظهر ملامحه على الأرض بشكل جلي للعيان، وهو مسألة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري للعديد من المدن والبلدات والقرى، في داريا ومضايا والمعضمية بريف دمشق وحي الوعر بحمص وغيرها، وهي في الأساس خاضعة لاتفاقات ما يسمى بالهدن المحلية والتي كانت الأمم المتحدة وسيطاً فيها”.
وسلط حجاب الضوء على الأساليب التي يتبعها نظام الأسد وحلفاؤه في تهجير المدنيين وقال: “إن تهجير أهالي داريا قسرياً كان بعد حصار طويل وقصف بمختلف أصناف الأسلحة والنابالم، وأجبر أهالي المدينة على قبول ما يسمى بالهدن المحلية، التي استخدمها النظام مدخلاً لتنفيذ هذا المخطط”، لافتاً إلى أن الأمر يتكرر في حي الوعر بحمص، حيث أن يشهد الحي اليوم تصعيد عسكري غير مسبوق وحشود كبيرة من قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية التي تحاصر الحي وتجري عملية قصف وتدمير ممنهج لإجبار ما تبقى من السكان على الاستسلام والرحيل قسراً.
وأشار إلى أنه تم خلال الشهر المنصرم تهجير جميع سكان حي قزحل في ريف حمص الشمالي ونهب جميع ممتلكات الأهالي بعد ترحيلهم من بيوتهم ومساكنهم”.
واستهجن حجاب في رسالته الموجهة للسادة الوزراء عدم التزام النظام وحلفائه بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوحدة وسلامة الأراضي السورية وعلى وجه الخصوص “القرارين 2254/2015 و2268/2016″، لافتاً إلى أن “النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين ماضون في مخطط خبيث يرمي إلى تغيير ديمغرافي كبير يهدد وحدة وسلامة الأراضي السورية والبنية الديمغرافية السورية”.
وأكد حجاب على أن ذلك سوف “يؤجج لصراع دموي طويل الأجل لا تحمد عقباه، ويصعد العنف وقد يولد موجات كبيرة من الهجرة نحو أوروبا، ناهيك على أنه سيؤدي الى الانهيار الكامل للعملية السياسية ولاتفاق وقف الأعمال العدائية”.
وفي ختام الرسالة دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السادة الوزراء للتحرك السريع لإيقاف هذا الأمر، وممارسة ضغط حقيقي على النظام وحلفائه الروس والإيرانيين للانصياع لقرارات الأمم المتحدة؛ لإنجاز الانتقال السياسي المطلوب حسب ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص القرارين 2118 و2254.
ويذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات قد أرسلت أمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون؛ لتحذيره من عمليات التهجير والتغيير الديمغرافي التي يقوم بها نظام الأسد مستخدماً الأمم المتحدة كغطاء لتلك العمليات. المصدر: الائتلاف