نظم ناشطون من الحملة الإيرانية (نامه شام) اليوم تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في فيينا احتجاجاً على دور الحرس الثوري الإيراني في سورية. ورفع المتظاهرون لافتتين كتبوا عليهما: “لا تتاجروا بسورية من أجل القنبلة النووية الإيرانية، وأوقفوا المجازر في سورية”. ونُظمت التظاهرة السلمية قبل يوم من انعقاد اجتماع في فيينا بين ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين آشتون ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. ويأتي الاجتماع ضمن إطار جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة الإيرانية ومجموعة 5+1 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا) لمناقشة البرنامج النووي الإيراني. وقال الناطق باسم (نامه شام) حسين أمير: “جيد أن الاتحاد الأوروبي والقوى العالمية الأخرى تتفاوض مع النظام الإيراني بشأن برنامجه النووي. لكن على هذه القوى ربط المفاوضات بالدور الكارثي للنظام الإيراني في سورية، ممثلاً بجنوده في الحرس الثوري الإيراني (سباه باسداران)، إضافة لميليشيا حزب الله الإرهابي والأخرى الآتية من العراق”. وأضاف أمير: “على آشتون أن تخبر السيد ظريف أن عقد صفقة نووية ورفع العقوبات عن إيران ممكن فقط إذا سحب النظام الإيراني كل قواته من سورية وترك السوريين بسلام. من جهته قال علي رحيمي، وهو ناطق آخر باسم (نامه شام): “لا يمكن للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية أن يتناسيا معاناة ملايين السوريين من أجل بعض التنازلات الصغيرة من قبل النظام الإيراني بخصوص برنامجه النووي. على القوى العالمية الكبرى أن تتحلى بأعلى المعايير الأخلاقية والسياسية حين تتفاوض في مثل هذه القضايا. لا يمكن لها غضّ الطرف عن مغامرة النظام الإيراني في سورية والتظاهر بأن المسألتين منفصلتان عن بعضهما البعض”. هذا وقد سبق أن صرّح عدد من المسؤولين الإيرانيين وقيادات ميليشيا حزب الله الإرهابية أن نظام بشار الأسد ما كان ليبقى طويلاً على قيد الحياة لولا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي يتلقاه من النظام الإيراني. وأكد الناطق الرسمي باسم (شام نامه) أن “قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله هم من يخوضوا كل المعارك الكبرى في سورية الآن، وليس قوات الأسد. العديد من الحواجز في دمشق تحرسها ميليشياتهم الطائفية التي تصدرهم إيران”، مشيرا إلى اعتراف “عدد من ضباط الحرس الإيراني أنهم هم من يقودون العمليات العسكرية الكبرى ضد الثوار السوريين”. ويقدّر المراقبون أن مليارات الريالات الإيرانية تُصرف من الجيب العام الإيراني كل شهر لإبقاء الأسد في الحكم، إذ يموّل النظام الإيراني قسماً كبيراً من اقتصاد المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد ويضخ ملايين الدولارات إلى المصرف المركزي السوري ليستطيع نظام الأسد دفع الرواتب واستيراد المواد الغذائية والحاجات الأساسية الأخرى لمناصريه. ولولا هذا الدعم المالي لانهارت الليرة السورية منذ وقت طويل. كما أن النظام الإيراني هو من يدفع فاتورة الأسلحة الروسية التي يتم إرسالها إلى قوات الأسد، بالإضافة لتمويل كل العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهبية والميليشيات الطائفية الأخرى التي تقاتل في سورية. في الوقت نفسه، يعاني عدد متزايد من عامّة الإيرانيين من صعوبات اقتصادية، إذ يتزايد الفقر والحرمان في إيران يوماً بعد يوم. “إن إيران تنزف في سورية”، كما يقول المتظاهرون في فيينا، “وقد أصبحت سورية فييتنام إيران”. والجدير بالذكر أن (نامه شام)، والتي تعني “رسائل من الشام” بالفارسية، هي عبارة عن مجموعة من الناشطين والصحفيين-المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين الذين يعملون للتعريف بدور النظام الإيراني وسياساته في سورية. وتقوم المجموعة، بالإضافة إلى تنظيم التظاهرات والحملات، بمراقبة وتفنيد الدعاية الإعلامية المساندة لنظام بشار الأسد، التي يديرها النظام الإيراني ووسائل إعلامه. كما تُصدر المجموعة تقارير إخبارية وتعليقات وتحليلات عن أهم الأحداث في سورية من وجهة نظر إيرانية مستقلة، باللغتين الفارسية والإنكليزية. ليست هناك أية وسيلة إعلامية إيرانية أخرى تقوم بهذا العمل. (المصدر: نامه شام)