عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اجتماعاً هاماً أمس الثلاثاء، مع ممثلي الدول الصديقة للشعب السوري، حيث بحثا معاً آخر تطورات أوضاع المدنيين في الغوطة الشرقية، وجرائم الحرب المرتكبة من قبل قوات الأسد وروسيا وإيران، إضافة إلى عملية تحرير مدينة عفرين من تنظيم الـ “PYD”، وآخر التطورات على صعيد الملف السياسي.
وحضر الاجتماع أيضاً رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، وممثل جيش الإسلام محمد علوش، وشارك في الاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة كل من نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة أكرم طعمة من مدينة دوما، ومصطفى صقر من حرستا، ونائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني السوري العقيد هيثم العفيسي.
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني عبد الرحمن مصطفى أن نظام الأسد ما يزال يضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات ترغم نظام الأسد على الامتثال لتنفيذ القرار 2401، ووقف عمليات القتل اليومية التي تقوم بها قوات الأسد والطيران الروسي بحق المدنيين، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بأسرع وقت.
وقدم التحية لقوات الجيش السوري الحر والقوات التركية التي دخلت مدينة عفرين دون خسائر بشرية أو مادية، وتمكنت من طرد ميليشيات الـ “PYD” التي اعتبرها تشبه تنظيم داعش الإرهابي، ووصف عملية غصن الزيتون بأنها “عملية تحرير وليس عملية تدمير”.
ورحب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الائتلاف الوطني عبد الأحد اسطيفو بكافة ممثلي الدول، مؤكداً على ضرورة التفاعل والتحرك السياسي لإنقاذ المدنيين وتحسين ظروف العملية السياسية لدفعها نحو الأمام.
فيما لفت أكرم طعمة إلى أن لا أحد يكترث للمدنيين في الغوطة الشرقية، وقال: “ننادي ونناشد المجتمع الدولي منذ سبع سنوات، لكن لا نرى أثراً لصراخنا”، وأشار إلى أن الحملة العسكرية على الغوطة تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.
وأضاف طعمة إن قوات النظام والطيران الروسي “استهدفت الملاجئ ومستودعات الأغذية وقطعت أوصال الغوطة، كل ذلك من أجل تهجير السكان بشكل قسري”، واعتبر أن ذلك من أجل لي يد الثوار وفرض شروط الاستسلام على الغوطة.
وأوضح طعمة أن عدد الشهداء جرّاء الحملة الأخيرة بلغ 1600 شهيد أغلبهم من المدنيين، وقال: “إننا نرفض التهجير القسري. متمسكين بأرضنا. نرفض حكم الأسد للغوطة”.
ودعا مصطفى صقر إلى أن يكون هناك تحرك سريع من قبل المجتمع الدولي لتثبيت المدنيين في مناطقهم وحمايتهم، وأكد على أن أهالي الغوطة يريدون تدخلاً فورياً وعاجلاً من أجل تحقيق تلك الأهداف.
كما أوضح محمد علوش أن روسيا جعلت من المدنيين حقول تجارب لزيادة أرباحها من بيع السلاح، وقال: “روسيا جربت كل أنواع طائراتها الحديثة ضد المدنيين في الغوطة، وروجت لها أمام العالم لبيعهم أنواع جديدة من السلاح”.
وبيّن العقيد في الجيش الوطني السوري هيثم العفيسي أن القوات المشتركة تعمل على عودة جميع الأهالي إلى بيوتهم ومنازلهم في مدينة عفرين وريفها، ولفت إلى أن هناك تعليمات لجميع المقاتلين بعدم المساس بالمدنيين والحفاظ على البنية التحتية وحمايتهم من الميليشيات الإرهابية.
وأضاف: “لقد عملنا على إفراغ المنطقة من الألغام التي زاد عددها عن 10 آلاف لغم”، منوّهاً إلى أن “ميليشيات PYD استخدمت نفس تكتيكات داعش بزرع الألغام بكل مكان وهو ما كلف الكثير من الأرواح”.
وأكد عضو الهيئة السياسية فؤاد عليكو أن ميليشيا الـ “PYD” تعاملت مع النظام وإيران وروسيا إلى جانب أمريكا، وتم استخدامها كجسم وظيفي، وهو ما كنا نحذر من نتائجه، حسب قوله.
وأشار إلى أن الأهمية القصوى اليوم هي عودة جميع النازحين إلى قراهم في عفرين، ومن ثم تأسيس مجلس محلي من أبناء المنطقة لإدارتها.
وفيما يتعلق ببحث آخر التطورات السياسية، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني هادي البحرة إن الائتلاف الوطني كعضو مؤسس وفاعل ضمن هيئة التفاوض، بذل كافة الجهود الممكنة لدفع العملية السياسية في جنيف وتحقيق شروط نجاحها عبر التفاعل الجاد والإيجابي ضمن الهيئة ومع باقي مكوناتها، بالإضافة إلى الجهود التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
وتابع حديثه قائلاً: “نحن كمعارضة موحدة ضمن هيئة التفاوض عازمون على تحقيق تطلعات شعبنا في الانتقال السياسي عبر العلمية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ونقوم بكل واجباتنا من أجل ذلك”.
وتساءل عن الدور الذي تقوم به الدول الشقيقة والصديقة من أجل دعم العملية السياسية، لافتاً إلى أن الشعب السوري لم يرى سوى الشلل الكامل تجاه ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين وعمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي وجرائم الحرب. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري