وجهت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نورا الأمير رسالة لما وصفتهن بـ” عرّابات الثورة السورية، اللواتي صنعن الأنامل الناعمة لأطفالهن الذين أشرفوا على إشعال شرارة الثورة الأولى”، وقالت الأمير في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي لنساء سورية في يوم المرأة العالمي: “أنتن من علّمتن العالم كلّه، أن الثورة تُسقط كافة الألقاب وجميع المفارقات النوعية والجنسية. وأن لا فضل في الثورة لذكر عن أنثى، ولا لأحد على أحد إلا بالنصال الثوري، وبما يقدمه لتراب الوطن”. وأضافت نائب رئيس الائتلاف الوطني، “أتكلم اليوم متجردة من كافة الألقاب السياسية، لأقول للمجتمع الدولي باسم المرأة الأم، والأخت، والابنة، والطالبة والمعتقلة: أنتم والأمم المتحدة وحقوق الإنسان والقانون الدولي على المحك السياسي والإنساني والتاريخي الذي لن يرحم أحدا أبدا. أتكلم اليوم باسم الطفلة السورية، التي لا تسعفها كلماتها البسيطة، بإقناع أمراء الحروب والسياسة بقضيتها لتقول لهم: لماذا تلطخون وجوه أطفال بلدي بالدماء، في الوقت الذي تتلطخ به شفاه أطفال العالم بالشكولاتة!؟”، وأضافت الأمير في رسالتها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، “أهمس بأذنك أيها العالم، لأقول لك من بلدٍ، لم يعد للطفل فيه مكان، ولا للمرأة فيه مكان، ثورتنا غيرت كل المقاييس التي تربينا عليها، وبدّلت جميع الأولويات التي كنّا نناضل من أجلها قبل الثورة. كنا نظالب بحقوق المرأة والطفل وغيرها من القوانين الدولية، ضمن الأطر التي رسمها القانون الدولي للعالم. آمنا بهم، وبأفكارهم التي كنا ننادي بها على الدوام وبكل إخلاص وتفانٍ”. إلّا أن الأمير التي قالت بأنها تفضل أن تتكلم اليوم كأنثى، وبمعزل عن كافة المناصب السياسية، لتقول بصراحة أنّ رأيها تغير كثيرا تجاه مسألة المرأة والرجل بعد “الربيع العربي والسوري على وجه الخصوص، والذي عرّى كلّ الأشجار الدولية، وأسقط كافة الأوراق السياسية، ليضعنا أمام حقيقة واحدة. وهي سيطرة السياسة الميكافيلية أي المصلحية على السياسة العالمية. لذا أدركنا اليوم أن مشكلتنا في بلادنا ليست بالمرأة فحسب ولا حتى بالطفل كما سوقت لنا القوانين الدولية، وإنما بالإنسان ككل. تبيّن لنا أن التكلم عن قضايا المرأة والطفل في الحقبة الماضية، ورغم إيماننا الكامل بها، لا يعدو كونه أفيوناً ديكتاتورياً، يحاول حكام العالم من خلاله، حرف بوصلة شعوب المنطقة العربية عن الطريق الحقيقي للحرية”. وأضافت الأمير “نعم إنّ الثورة الشعبية التي شهدتها سوريا، استطاعت إعادة ترتيب أجندة الأولويات الاجتماعية والسياسية بالنسبة لنا، لنعلم أن المشكلة التي نعاني منها، لم تكمن فقط في عدم تطبيق اتفاقيات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، والمتعلقة بمكافحة كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة وغيرها من الاتفاقيات الأخرى. بل تبيّن أنّ الأمر أعظم من ذلك بكثير، حيث لا بدّ من التركيز على مكافحة كافة أشكال التمييز ضدّ الإنسان. وختمت الأمير تصريحها لمكتب الائتلاف الإعلامي بقولها: “وأخيراً أريد أن أقول لكلّ من يتساءل عن أسباب تأخر انتصار الثورة السورية: ياسيدي، إنّ الانتصار لم يتأخر على الإطلاق، فإنّ الثورة السورية، انتصرت في اليوم الذي خرجت فيه. وتأخر النهاية، إن دلّ على شيء، يدلّ على أنها ثورة حقيقية، وستغير كافة المعالم السياسية، ليس لسورية فحسب، بل للعالم أجمع. وإن هذه الدماء التي نسأل الله حقنها بأسرع وقت ممكن، لا تعدو كونها مراسم سياسية، للتجمّل لعروس الحرية والديمقراطية. فللحرية الحمراء باب، بكلّ يد مضرجة يدقّ”. (المصدر: الائتلاف)