لم يستغرب عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري نذير الحكيم من الفيتو الروسي والصيني الذي أوقف مشروع إحالة الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية وقال: ” إنّ هذا الأمر كان متوقعاً، ويؤكد التماهي المطلق ما بين الموقف الروسي والصيني مع نظام الأسد المجرم. ولكن من المؤسف في الوقت الذي يصدق به أصدقاء القاتل مع حليفهم. يعاني الشعب السوري من أصدقاء يتلفتون إلى الخلف عندما يقدمون دعمهم المشروط!”. وقال الحكيم في مقابلة خاصة أجراها معه المكتب الإعلامي للائتلاف: ” إيقاف المجتمع الدولي لمثل هذا القرار، يعني أنه حكم بمبرم بالقتل على السوريين، وتعطيل كامل لوظائف مجلس الأمن الدولي. مخطئ من يظن أنّ هذه الدول غير قادرة على وضع حدّ للمجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين. فهي لا تفتقر للآليات في حلّ أزمة القتل التي يتعرض لها الشعب كلّ يومٍ مئات المرات، ولكنها في الحقيقة، على ما يبدو أنها لا تملك الرغبة الجادة في إيقاف هذه الحملة الهمجية التي يشنها الأسد على السوريين”. وأردف الحكيم أثناء مقابلته تعريضاً على عدم تسليح المقاتلين السوريين بأسلحة نوعية بقوله: ” ربما نقدّر جدلا تخوّف الدول من وقوع مضادات الطيران بأيدٍ ليست أمينة على مثل هذا النوع من الأسلحة، حسب قولها، ولكن المجتمع الدولي يستطيع من ناحية أخرى إن أراد، إيقاف البراميل المتفجرة والطائرات الحربية التي تحصد حياة المئات من الأبرياء كلّ يوم، عن طريق فرض الحظر الجوي الذي يعتبر أحد أهم الخطوات التي لا بدّ من اتخاذها وبشكل عاجل. وبهذه الطريقة يكون قد تفادى حجة وقوع هذا النوع من الأسلحة بالأيادي غير الأمينة، ومنع طائرات الأسد في ذات الوقت من ارتكاب جرائمها الحربية التي اعتادت عليها، بسبب الصمت الدولي الغريب تجاها!”. وختم الحكيم تصريحه بقوله: ” حتى إنّ المجتمع الدولي يستطيع أيضاً، التدخل المؤقت لحماية المدنيين، الذين يتعرضون لأبشع المجازر التاريخية على أيدي ديكتاتورية الأسد. ويقوم بحمايتهم وبمهمة إسقاط نظام الأسد. إذن هناك خيارات عديدة أمام الدول لإنقاذ السوريين، ولكن نحتاج إلى إرادة دولية، تتخذ من القانون الدولي منهجاً لإسقاط الأسد ومحاسبته”. وكان الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري قد دعا منذ يومين الروس “لعدم استخدام (الفيتو)، وتحمّل مسؤوليتها الإنسانية والقانونية والأخلاقية أمام المجتمع الدولي، أثناء التصويت، الذي وافق عليه 58 دولة. وأتت دعوة صافي بعد تلويح الخارجية الروسية بالتصويت ضد هذا القرار، الذي اعتبرت غايته، هو التوصل إلى قرار يندرج تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كأساس للتأثير على نظام الأسد عبر القوة”. وقال صافي بتصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي: ” على روسيا أن تأخذ بعين الاعتبار بأنّ استخدامها لـلفيتو، من أجل منع إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية، هو دعم لإرهاب نظام الأسد وللجماعات المتطرفة التي يستقطبها”. منوهاً ” أنه لولا الفيتو الروسي منذ البداية، لما تجرأ الأسد على قتل السوريين بمختلف أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية. وإنّ مصادرة الروس لقرار إنقاذ السوريين من إجرام الأسد، هو توقيع رسمي على قرار قتلهم، وتحويل الفيتو من حق قانوني إلى سلاح فتاك يحصد أرواح الأطفال والمدنيين”. وكان صافي قد أضاف ” نحن من حيث المبدأ، مع إخضاع كافة الأطراف التي ارتكبت جرائم حرب وضد الإنسانية للمسائلة القانونية. إلّا أننا على ثقة تامة، بأنّ نظام الأسد هو المجرم الوحيد، لأنه حتى في الجرائم والمجازر التي لم يرتكبها بشكل مباشر، أوكل مهمة ارتكابها إلى داعش وبعض الجماعات المتطرفة التي أشرف على صناعتها بنفسه داخل المنطقة، لتكون بديلا عنه في المناطق الخارجة عن سيطرته، من أجل إيصال رسالته التي يسعى إلى إقناع العالم بها، بأن الخيار الوحيد في المنطقة، إما هو أو الإرهاب. وفي الحقيقة أن كلا هذين الخيارين، هما إرهاب نظام الأسد وأدواته بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى”. فيما قال صافي أيضا: “إنّ إصرار روسيا على مواقفها ضد الشعب السوري، هو تعطيل واضح لوظائف مجلس الأمن، ويؤدي بدوره إلى شلله بالكامل في تعاطيه مع العنف الممارس ضد السوريين. لذا لابدّ من اتخاذ القرار المتعلق بالشأن السوري خارج مجلس الأمن، عبر قرار عربي-دولي خارج إطار مجلس الأمن، بين الدول المهتمة بإيقاف حمام الدم والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق الأهالي والأطفال والمدنيين”. المصدر: الائتلاف