أثنى رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري خالد الصالح على ما وصفه بـ “الموقف المشرّف لأبطال الجيش السوري الحر، جراء تعاملهم الراقي مع الأهالي الأرمن في كسب، بعد سيطرتهم الكاملة عليها”. ووصف الصالح دعوة الروس لمجلس الأمن، من أجل مناقشة ما سمّاها بتجاوزات (المتشددين) تجاه الأرمن، بأنّه ” كلام لا أساس له من الصحة، وتسعى روسيا من خلاله، لمتابعة لعبتها في خلط الأوراق، التي تسعى من خلالها، لحرف أنظار المجتمع الدولي عن مجازر الأسد المرتكبة بحق السوريين. فالأرمن هم أحد المكونات الثقافية التي حافظ عليها السوريون منذ عشرات السنيين، وحماهم الثوار في مدينة حلب قبل كسب عند سيطرتهم عليها”. وعقّب رئيس المكتب الإعلامي أيضاً، على تصريحات الروس بقوله: ” كنّا ننتظر من الروس موقفا يدلّ على جديتهم في الوصول إلى حلّ سياسيّ يحقن دماء السوريين، ولكن على ما يبدو أنّ الأسد وحلفاءه، لا يؤمنون سوى بلغة العسكرة، التي يدفع ثمنها الشعب السوري الأعزل، نتيجة الغارات الجوية العشوائية التي تشنها قوات الأسد على الأهالي داخل المدن السورية”. هذا فيما جدد الائتلاف الوطني السوري في بيان له، ثقته بـ” الجيش السوري الحر وقدرته على حماية المدنيين في أرجاء سورية من كافة الأطياف والأديان والأعراق. وأثنى على البيانات والمواقف التي تبناها الثوار بهذا الصدد وخاصة الأخيرة منها والتي صدرت من منطقة كسب”، والتي أكدتها شرائط مصور بثها نشطاء من داخل إحدى الكنائس الأرمنية تظهر سلامتها من أي أذى، ويؤكد الثوار فيها على “حماية دور العبادة في أي مكان وزمان”. كما استنكر الائتلاف في بيانه “الدعايات الرخيصة وحملات التشويه التي يقوم بإطلاقها النظام ومؤيدوه عند كل نصر جديد للجيش السوري الحر، مؤكداً على أن “كافة الأطياف المدنية ستشارك في بناء الدولة السورية التي يتطلعون إليها، وسيعملون يداً بيد من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية”. وفي السياق ذاته طالب الائتلاف في وقت سابق المجتمع الدولي، بالضغط على نظام الأسد لــ” إيقاف حملته العسكرية الشرسة التي يشنها على أهالي جبل التركمان”. واعتبر ذلك محاولة غير مقبولة يسعى الأسد من خلالها للقضاء على المكونات الثقافية التي أغنت الحضارة السورية على مدى التاريخ”. وقال: ” كان على نظام الأسد أن يتعلم ثقافة القتال من الجيش السوري الحر، الذي سيطر على كسب دون أن يتعرض لأحد من أهالي الأرمن، ولا حتى لكنائسهم ودور عبادتهم في المنطقة. وركز أثناء قتاله فقط على قوات الأسد وبعض المرتزقة الذين يستعين بهم النظام، للقضاء على الانتفاضة الشعبية التي شهدتها سورية منذ ما يزيد عن 3 سنوات”. هذا فيما دعا الائتلاف مقاتلي الجيش السوري الحر “للثبات على عدم تعرضهم لأيّ كان من أهالي المدن الساحلية بما فيها منطقة كسب، والتي يشكل الأرمن أحد مكوناتها الثقافية التي أغنتها على مدى العقود الماضية”. وأردف ” علينا أن نحافظ على عدم تعرضنا لأي كان من أهالي المدن التي نسيطر عليها، سواء كان يخالفنا أو يوافقنا في أفكارنا. فالمقياس الوحيد الذي يجب أن نحافظ عليه في قتال الآخرين، هو أن نقاتل فقط من يحمل السلاح ويقتل المدنيين بتهمة أنهم الحاضنة الشعبية للثورة”. وأضاف ” أعتقد أنّ المفارقة التي رسمتها معارك الساحل السوري، من خلال عدم تعرض الجيش الحر لأحد من أهالي المنطقة أو لدور عبادتهم، في حين مقارنتها بالحملة الهمجية التي يشنها الأسد على المكون التركماني في المنطقة، تبيّن للعالم أنّ الثوار السوريين، هم من يسعى لحماية ما يسميهم نظام الأسد بالأقليات، وليس نظام الأسد الذي يقتلهم بحجة الإرهاب. إنّ نظام الأسد لا يشكل خطرا على ثقافتنا أو الإنسان السوري فحسب، بل على الثقافة العالمية والإنسان بالمنطقة بشكل عام”. هذا فيما زار مستشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة محمد سرميني مدينة كسب وجبهة الساحل في محافظة اللاذقية التقى فيها بقائد الجبهة الغربية العقيد مصطفى هاشم وقيادات لواء أنصار الشام وسلمهم الدعم المقدم من الحكومة السورية المؤقتة إلى جبهة الساحل من أجل استمرار صمود مقاتلينا في معاركهم ضد قوات الأسد. وقام بزيارة بعض النقاط الطيبة والمستشفيات الميدانية، معلنا جاهزية وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة بتقديم كل أنواع الدعم الطبي للمشافي الميدانية والنقاط الطبية اللازمة. كان ذلك في الوقت الذي استنكرت فيه الهيئة الشرعية بجبل التركمان في تصريحها لمكتب الائتلاف الإعلامي “ذبح شبيحة قوات الأسد شاب وطفل في حي علي الجمال (التركماني) في قلب مدينة اللاذقية، انتقاما من الجيش السوري الحر وبطولاته وخصوصا بعد بروز اسم التركمان في المعارك الأخيرة”. وأردف المتحدث باسم الهيئة ” إنّ معركة الساحل من أنظف المعارك التي شهدتها الثورة منذ بدايتها، فلم يكن بها أدنى انتقام، تبعا للإيديولوجية أو الدين أو العرق، بل كانت ما يسميها نظام الأسد بالأقليات، تشكل أحد الأجزاء الأساسية للمعركة، لنؤكد للعالم، أنّ بشار، لا يمكن أن يكون حامٍ للأقليات، ولا للأديان، بل يسعى من خلال سياسته القذرة إلى خلق أعذار واهية، يسعى من خلالها إلى تسويق سياسته القمعية والإجرامية للمجتمع الدولي. (المصدر: الائتلاف)