أوضح عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري يحيى مكتبي بأنّ” التغيرات العسكرية التي يشهدها العراق احتلت صدارة جدول أعمال الهيئة السياسية” في اجتماعها الدوري لهذا الأسبوع. وعلل مكتبي في تصريحه للمكتب الإعلامي للائتلاف صدارة ملف العراق لاجتماع الهيئة بقوله: “لا نستطيع النظر إلى ما يحدث في العراق هذه الفترة، بمعزلٍ عما يجري في سورية. فمسار هذه التغيرات العسكرية فيه، ستؤثر بشكل مباشر على واقع الثورة السورية”. هذا وعزا عضو الهيئة السياسية ” قدرة تنظيم العراق والشام بالتشويش على رسالة الحرية التي طالبت بها الشعوب، إلى الإهمال الدولي وسلبيّته في الإمداد المسلح للجيش السوري الحر، عندما همّ بالتحالف مع العديد من التجمعات الشعبية لمقاتلة تنظيم داعش، الذي أشرف نظام الأسد على صناعته، ليكون سفيره داخل المدن والقرى السورية الخارجة عن سيطرته من جهة، وليشكّل بواسطته، فزاعة إرهابية يلّوح بها بوجه المجتمع الدولي، لإيهامه أنه في حال سقوط نظامه، سيكون الإرهاب هو البديل الوحيد عنه في سورية”. ولم يستبعد مكتبي أنّ حكومة المالكي في العراق تسلك ذات السياسة التي انتهجها الأسد في محاربة السوريين، ولم ينكر أيضا وجود بعض القوى الداعشية المدسوسة في صفوف المقاتلين، حيث قال: “داعش لا يمكن إنكار وجودها في العراق، ولكن ما هو الحجم الحقيقي لها، هذا هو السؤال”. وعندما سئل مكتبي عن رأيه في سلبية المجتمع الدولي في التعاطي مع داعش كتنظيم، والاكتفاء بالتنديد دون أخذ خطوات جدية في محاربته، اكتفى بقوله:” هذا أمر مستغرب، وليس له جواب حتى الآن!”. وكان قد حذر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس الفصائل المقاتلة في العراق، في تصريح سابق له لملكتب الإعلامي ممّا وصفه بـ” وحش الديكتاتوريات داعش”، وقال في تصريحه:” إننا نخشى اسثمار حكومة المالكي للتغيّرات العسكرية التي يشهدها العراق، وإخراج داعش من القمقم الإرهابي للحكومة. ومن ثمّ اختراق الحراك المسلح الذي تشهده مناطق العراق، ما يهدد أمنها، ويجعلها فريسة أخرى لإرهاب الديكتاتوريات، التي تحاول دس التطرف للتشويش على الصوت الحقيقي للثوار والمظلومين من المواطنيين، لتجعلهم بين فكي كماشة، إرهاب الأنظمة الحاكمة من جهة، وإرهاب الجماعات المتطرفة من جهة أخرى. وختم الأمين العام قوله: ” باختصار على الأخوة العراقيين، أن يحذروا من خباثة الحكومة في إدارة الأزمة السلطوية التي بات يعاني منها المالكي اليوم، ما دفعه لتسويق التطرف إلى داخل الكتائب المقاتلة، من أجل التشويش على المطالب المحقة التي خرج العراقيون من أجل تحقيقها”. وفي سياق اجتماع الهيئة السياسية ذاته أكد يحيى مكتبي” أنّ أعضاء الهيئة على وشك الانتهاء من إعداد رؤى استراتيجية جديدة فيما يخص عمل الائتلاف في الحقبة القادمة، ومن ثم ستقدّم هذه الخطة إلى الهيئة العامة من أجل الموافقة عليها وإلزام الرئاسة القادمة للائتلاف بها، كخطوة نحو الانتقال بالائتلاف إلى إطار العمل المؤسساتي الحقيقي، تجنبا للوقوع بفخّ الشخصنة التي مازالت تعاني منها أغلب المؤسسات الحالية”. المصدر: الائتلاف