عقد الائتلاف الوطني السوري اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً للحديث حول التطبيع العربي مع نظام الأسد وقرار إعادته للجامعة العربية، أكد فيه رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط على أن ما حدث هو عودة نظام حامل للأجندة الإيرانية.
ولفت المسلط إلى أن الجامعة العربية قدمت مكافأة للنظام بعد 12 عاماً من القتل والتهجير والتدمير، وسقوط مئات الآلاف من الشهداء، وعشرات آلاف المعتقلين والمغيبين، إضافة إلى الملايين من المهجرين بين نزوحٍ ولجوء.
وأكد المسلط على أن كل دولة حرة بما تتخذه من قرارات، بشأن أمنها واستقرارها واستقرار المنطقة، لكنه شدد على أن ذلك لا يأتي ممن أجرم بحق الشعب السوري، وأضاف أن من يرتكب كل هذه الجرائم بحق شعب سورية، لن يتردد بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ولن يتخلى عن أجندة إيران الحاقدة على دول المنطقة.
وتابع قائلاً: أن نظام الأسد لن يأتي “على دولنا الشقيقة إلا بالإرهاب والمخدرات وقد فعل ذلك”.
وأضاف المسلط: “نقدر للدول الشقيقة مواقفها في سنوات الثورة ولا نشكُ بنواياهم، إنما متيقنون من نوايا هذا النظام”، مشيراً إلى أن الشعب السوري ما زال في حاجة أشقائه، ولن يبتعد عنهم حتى وإن أخطؤوا العنوان.
وأوضح المسلط أن الشعب السوري حارب وما يزال أجندةً حاقدة تنفث سمومها في كل اتجاه، لافتاً إلى أن تلك السموم ليس مرماها سورية فقط إنما تتجاوز ذلك إلى دول شقيقة، وأضاف أن الشعب السوري تصدى لها بشجاعة وشلَّ الكثير من قدراتها.
وعبّر عن استغرابه من فتح الأبواب اليوم لهذه الأجندة، محذراً من أن تنفث السموم من مقعد ظنَّ الأشقاء أنه منح لسورية.
كما أكد المسلط على أن هذا التطبيع لن يغير من الحقيقة شيئاً، وأضاف أن ما يحصل في سورية هو ثورة شعبية عظيمة ضد مجرم قاتل استعان بالاحتلالات المختلفة لقتل السوريين وتهجيرهم وتدمير البلاد في سبيل بقائه في الحكم، مهما تغيرت المجريات والمواقف السياسية تبقى الحقيقة واحدة.
وأكد أن الائتلافَ الوطني وقوى الثورة جميعها ترفض هذا التطبيع وترى أن ما حصل انحياز واضح للنظام المجرم الذي لا يمثل الشعب السوري، وهو تجاهل لإرادته ومطالبه.
وجدد التأكيد على أن الائتلاف الوطني وعلى الرغم من تعقيد المشهد، لن يغير من أهدافه ومبادئه ويؤكد تمسكه بمبادئ الثورة السورية، وسيعمل ضمن المتاح والإمكانات الموجودة لديه لنقل صوت السوريين ومطالبهم للدول الفاعلة والمهتمة بالملف السوري.
وبيّن المسلط أن الائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري، لم يُناقش في شغل مقعد سورية مؤخراً، وتم تجاهُله وتجاهلُ قوى الثورةِ والمعارضة السياسية عند اتخاذ هذا القرار.
وقال المسلط: إن إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية أملاً منها في تجاوب النظام في العملية السياسية هو قرار خاطئ تماماً، ويمنح فرصةً للنظام لتعزيز وحشيته التي يمارسها على الشعب السوري.
وأضاف أن قرار الدول العربية شكّل صدمةً كبيرةً للشعب الذي كان ينتظر من أشقائه مدّ يد العون وإنهاء المأساة التي يعيشونها بسبب هذا النظام، موضحاً أن ذلك لا يشمل المناطق المحررة فحسب، بل إن جميع المناطق السورية تعاني من إرهاب وانتهاكات هذه المنظومة الإجرامية.
واعتبر المسلط أن الخطوات العربية الأخيرة تقوي شوكة إيران في المنطقة وتزيد من احتمالية تعزيز مشروعها التوسعي الحاقد في البلاد العربية، وهو ما يشكل خطراً على الدول الشقيقة، وأضاف أن ذلك بات ملاحظاً بشدة في ملف المخدرات، حيث تعاني المملكة الأردنية الشقيقة باستمرار من عمليات تهريب السلاح والمخدرات التي يرعاها النظام والميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله الإرهابي.
وأكد المسلط على أن العملية السياسية المتعلقة بسورية قد تم تعطيلها بسبب عرقلة نظام الأسد لأي خطوةٍ باتجاهها، مطالباً بتنفيذ القرار الدولي 2254، والذي يعد تطبيقه مسؤولية دولية.
كما طالب بوحدة الصف واستكمال كل أمر لم يكتمل، وبإجراء مراجعةٍ شاملةٍ لكل عملنا وتصحيح الأخطاء والتشاور على مستوى شعبي أوسع وعلى أرضيةٍ مشتركةٍ، ورفد مؤسساتنا إضافة إلى ما فيها من وطنيين ببصمات وطنية من مكوناتٍ وأشخاصٍ لهم دورهم وتأثيرهم ومكانتهم.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري