انتقد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هشام مروة تصريح منسقة بعثة الأمم المتحدة سيغريد كاغ، والذي اعتبرت فيه أنّ ” المهمة الأساسية للأسرة الدولية في الوقت الراهن، تكمن في نقل وإتلاف المواد الكيماوية الموجودة بسورية بأسرع وقت ممكن”. وقال في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي: ” إنّ مثل هذه التصريحات لا تليق بالمهمة الموكلة للأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان”، معتبرا ذلك ” مسخ حقيقي لمعاناة المواطن السوري. حيث إن المهمة الأساسية التي تقع على عاتق الأسرة الدولية في هذا الوقت، لا تكمن فقط بجعل سورية بلدا خاليا من السلاح الكيماوي فحسب، بل ما نريده من هذه الدول تحمل مسؤوليتها في حماية حقوق الإنسان، وردع بشار الأسد ومحاسبته وإيقافه عن ارتكاب المجازر المروعة التي يقوم بها من خلال براميله الحاقد وطائراته التي تحصد حياة الآلاف”. وأوضح مروة ” إنّ إصرار المجتمع الدولي على أنّ مشكلة السوريين تكمن بالكيماوي فقط، هذا يعني أنهم حتى الآن لا يريدون الاعتراف بالواقع السوري، ولا يريدون وصفه بشكل صحيح. فالمدنيون الذين حُصدت أرواحهم بغازات الأسد الكيماوية، لا تتجاوز 5% من الأرواح التي خطفتها طائرات الأسد وبراميله المتفجرة. نحن نأمل من الأسرة الدولة أن يكون هدفه هو الإنسان، ولا يكون ذلك إلا من خلال الاعتراف بأن السوري يقتل بكل الوسائل الأخرى بمافيها الكيماوي، ومن ثم العمل على إيقاف هذه الجرائم المرتكبة ومحاسبة القاتل”. هذا ولفت مروة في تصريحه ” إلى حالات التشوه التي شهدها الأطفال المولودن داخل المناطق التي استهدفها الأسد بسلاحه الكيماوي”، وقال: ” ماذا عن هذه الطفلة في غوطة دمشق، التي ولدت مشوهة ووأدها نظام الأسد بالكيماوي قبل الولادة، من خلال استخدامه ارتكابه للمجازر الكيماوية الصامتة بحق الإنسان!”. واعتبر مروة أن إشارة منسقة الأمم المتحدة بأنه من الممكن عدم الانتهاء من مسألة الكيماوي بالوقت المحدد بسبب وجود بعضها بمناطق قريبة من العاصمة بسبب القتال مع الثوار، أنه ” غير منطقي ويعطي تبرير للأسد بالمماطلة في تسليم السلاح الكيماوي، وهذا يعني المماطلة في محاسبته، ما يؤدي بدوره إلى الاستمرار في قتله للسوريين، سواء بالكيماوي أو بأي طريقة أخرى”. وختم عضو اللجنة القانونية للائتلاف تصريحه ” كنا نأمل من البعثة التعاون مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التي قدمت العديد من الدلائل بهذا الشأن، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الثورية للوصول إلى كافة الأماكن المرادة، ولكن ذلك لم يحدث، لأنهم لم يطلبوا منهم ذلك، ولم يتواصلوا معهم أساسا”. والجدير بالذكر أن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري نصر الحريري، قال في تعليقه على التعاطي السلبي للمجتمع الدولي مع الأدلة التي عرضتها وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة: ” القتل الذي يرتكبه نظام الأسد في سورية، لم يعد بحاجة إلى دليل، فالمجازر التي ترتكب بحق السوريين، تعاني تخمة من الأدلة، لكنها تفتقر لموقف جاد من جانب المجتمع الدولي”. حيث تسائل وزير دفاع الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى في مؤتمره الصحفي اليوم عن “السبب الكامن وراء الصمت الدولي عن جرائم نظام الأسد، وتجاوزه لكافة الخطوط الحمراء التي رسمها المجتمع الدولي منذ بداية الثورة، رغم أننا قدمنا له أدلة دامغة عن حتمية استخدام الأسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين”. حيث أكد مصطفى: أنه “في تلمنس بمحافظة إدلب وبتاريخ 21/4/2014، ألقى نظام الأسد حاويتين انفجرت إحداها وتحطمت الثانية دون انفجار، وتبين أن طائرة من طراز I17 انطلقت من مطار حماة العسكري واستهدفت الموقعين، ولدى انفجار إحداها انتشر غاز الكلور في قطر 2 كم وأصيب 400 شخص بحالات اختناق وسجلت حالة وفاة لطفل في السادسة من عمره” وعرض في وزير الدفاع في مؤتمره الصحفي الذ عقده اليوم باسطنبول، صورة للعبوة التي لم تنفجر ويصل وزنها إلى 90 كغ ممتلئة بغاز الكلور، ودون على غلافها الخارجي رقمها المتسلسل 100858 بالإضافة إلى الشركة المصنعة وهي “نوريغو الصينية” والتي طبقت عليها عقوبات لبيعها أسلحة إلى إيران. وأوضح أن:” العبوة التي تم العثور عليها، أرسلت صور عنها إلى جهات دولية وإلى منظمة حظر الكيماوي، لكن المنظمة للأسف اكتفت بأن طلبت من الثوار دفنها في مغارة بجبل!”. وفي إشارة إلى الطائرات التي دعمت بواسطتها روسيا قوات الأسد أمس قال مصطفى: ” من الغريب أن يكتفي المجتمع الدولي بالتفرج على السلاح الذي يدخله الروس والإيرانيون لدعم القاتل، في حين يحرّموا على المقتول أيّ سلاح ربما يستفيد منه، لردء القتل عن نفسه. إلا أنّ الشعب السوري كسر كافة الأقوال الاجتماعية ليقول من خلال نضاله للعالم: نعم إن العين تستطيع أن تقاوم المخرز”. هذا وأكد قائد المنطقة الشمالية عبد الباسط الطويل في مؤتمره الصحفي مع وزير الدفاع أسعد مصطفى ” أننا جمعنا كافة الأدلة الحسية والتقنية والبيولوجية التي تثبت أن نظام الأسد من استخدم الكيماوي، حيث عثرت المجموعة التي كلّفت بالتقصي عن الأدلة، على عدة ظروف فارغة من القنابل الممزوجة بالغازات السامة، كما تابعت عملها في سراقب بإدلب، وحصلت على قنبلة تحوي على غاز السارين، والتي لم تنفجر بسبب وقوعها في بحيرة ماء داخل المنطقة”. إلّا أنّ الطويل استغرب من التعاطي السلبي مع هذه الأدلة، التي قال: إنّه “إتم إرسالها بشكل كامل إلى الجهات المسؤولة من المنظمات الدولية ومنظمة الحظر الكيماوي وبعض الدول في مجلس الأمن. لكنّ أكد أيضا على أنّ التجاوب الدولي كان مخيّباً للآمال، حيث اكتفوا بالقول: يجب عليكم الآن أن تقوموا بإخفاء هذه القنابل وبشكل فوري!”. هذا وحذر مصطفى في ختام لقائه، مما وصفها ” بفتنة يحاول الأسد من خلالها الإيقاع بين المقاتلين، من خلال اغتيال شخصيات ثورية في غوطتي دمشق” المصدر: الائتلاف