أكد الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي أن “احتلال الجماعات الإرهابية للأماكن المحررة، يقوم على ترسيخ سلطة نظام الأسد داخلها، لأن تلك الجماعات التي أشرف الأسد على صناعتها، لتحلّ مكانه داخل تلك المناطق، هدفها الأول والأخير، هو منع القوى الوطنية من امتلاك زمام الأمور في المناطق الخارجة عن سيطرته. وإنّ سلوكها غير المتوازن في المنطقة، هو دعم مباشر لبشار الأسد الذي أشرف على صناعتها من أجل التشويش على الصوت الحقيقي للثوار، وبقائه على أنه أفضل الأسوأ في المنطقة”. وانتقد صافي بتصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي ما وصفها بـ” المهزلة الانتخابية التي يسعى الأسد من خلالها لإعادة إنتاج نفسه”، معتبراً أنها ” رسالة غير موجهة للسوريين، بل يوجهها نظام الأسد للمجتمع الدولي، من أجل محاولة إضفاء الشرعية على وجوده في السلطة”. وأردف صافي ” إن افتقار المسرحية الانتخابية لشخصيات وطنية ذات وزن حقيقي في الشارع السوري، يدلّ على هشاشتها وعدم مصداقيتها”، لكن صافي استدرك بقوله: ” إلّا أن الأكثر الأشياء ألماً في هذه المسرحية الهزلية، هو أنها تقوم ضمن أجواء من المجازر والقتل والبراميل المتفجرة التي يشنها نظام الأسد على السوريين. فمن المؤسف لهذا النظام الذي فرض بالقوة، ويظن أنه سيبقى بالقوة، وعن طريق إرهاب المدنيين، أن يوجه الانتخابات كرسالة للدول الغربية، في حين يوجه بندقيته وبراميله المتفجرة لصدور المنتخبين!”. وفي سياق آخر وصف صافي المحاضرة التي ألقاها بشار الأسد بعنوان التطرف الديني والعلاقة بين الدين والدولة على مسامع بعض علماء الدين الموالين له بأنها محاولة مفضوحة “يتذاكي من خلالها الأسد لتغييب استبداده وفساده خلف مشهد زائف يقلّص فيه الصراع في سورية إلى صراع ضد التطرف الديني”. وقال: “إن التطرف الديني في سورية هو وليد الاستبداد السياسي وإصرار الطبقة السياسية على كم الأفواه والترويج إلى رؤية دينية تاريخية جامدة تمنع تقييم السلوك العام للسياسيين وموظفي الحكومة انطلاقا من القيم الأخلاقية المرتكزة في الوعي الشعبي المنبثقة عن تصور ديني ورسالي يمثل الإسلام أهم مرتكزاته. فعندما يستشري الظلم والفساد والتسلط والفئوية ولا يتمكن الناس من نقده بإخضاعه لمعايير الصدق والأمانة والكرامة، وإيقافه باعتماد القضاء المستقل الحر. وعندما يلقى من يواجه هذا السلوك المنحرف في السجون والمعتقلات في حين يترك المجرمون والمختلسون في مواقع قيادية داخل الدولة والمجتمع. وعندما يخرج الشباب في مظاهرات سلمية فيواجهون بالرصاص والتعذيب والقتل والاغتصاب. عندما يحصل هذا يصبح التطرف الديني الذي يسعى إلى قلب الطاولة على الطبقة الحاكمة هو المخرج المناسب لكثير من الشباب لمواجهة تطرف الدولة. التطرف الحقيقي في سورية، الذي هو سبب كل تطرف آخر، يتجلى في الإصرار على استخدام الدولة ومؤسساتها لدفاع عن مصالح الحاكم المستبد والطبقة السياسية المحيطة به، التطرف الحقيقي في سورية هو في استخدام القبضة الحديدية لإسكات كل الأصوات الداعية إلى منع الفساد وإلى الإصلاح وبناء مؤسسات المجتمع، ومنع المواطنين من التحول إلى شركاء في بناء الوطن. لذلك فإن الخطوة الأولى لإنهاء التطرف الديني هو في القضاء على التطرف السياسي والطائفي الذي حول سورية بعد خمسة عقود من حكم البعث وأربعة عقود من حكم الأسد إلى دولة متخلفة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعلميا”. وأكد صافي على أن “التطرف الديني سيستمر في المنطقة العربية ويتزايد طالما استمرت الأنظمة العربية بالاعتماد على سياسات القمع وكم الأفواه للتعاطي مع الانتقادات التي توجه للممارسات الخاطئة وواقع الفساد الإداري والمالي، وطالما استمرت هذه الأنظمة بمواجهة الاحتجاجات السلمية بالعنف المفرط والقبضة الحديدية وفروع الأمن السياسي والعسكري”. المصدر: الائتلاف