اعتبر أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري هادي البحرة أنّ “استخدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة لقناة تلفزيونية بعينها، إضافة إلى أسلوب أسئلة المقابلة وطريقة الإجابة عليها، يدلّ على أنّ كلامه موجه للجمهور الأمريكي للرد على عدة أطراف داخل أروقة السياسة الأمريكية خطّأته في معالجة القضية السورية”. وأردف البحرة في مقابلة خاصة أجراها المكتب الإعلامي للائتلاف معه” إنّ توسّع دائرة التطرف العابرة للحدود، نتجت عن السياسات التي اتبعتها الدول الداعمة للشعب السوري، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تجلت في ضعف حجم الدعم المقدم للقوى المعتدلة وتأخره غالب الوقت، مما فتح المجال أمام تمدد القوى المتطرفة والتنظيمات الإرهابية من دول الجوار إلى سورية، ومن ثم توسعها داخل البلاد بتسهيل واضح من نظام الأسد، والتي شاهدنا انعكاساتها في العراق. هذه النتيجة هي حقيقة دامغة لاحظها الجميع بما فيهم سياسيو المجتمع الأمريكي، ولعل آخر هذه الاحتجاجات تجاهها كانت الرسالة التي وجهها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي التي طالب فيها الرئيس أوباما، إما بضرورة التدخل المباشر لوقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري أو تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة المناسبة ليتمكن من الدفاع عن المدنيين. وفي تعليقه على كلام أوباما بأنّه (لم يكن هناك في بداية الثورة قوة معارضة معتدلة قادرة على إسقاط نظام الأسد) قال البحرة:” هذه المقاربة بحدّ ذاتها كانت تكفي كي تتحرك المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ومن تسمي نفسها بالدول الصديقة للشعب السوري، لتدعم القوى المعتدلة لتقويتها من أجل الدفاع عن حقوقها الإنسانية والدستورية، وإلزام بشار الأسد بالتنحي وإفساح المجال أمام حل سياسي عادل”. ووجه البحرة للرئيس الأمريكي سؤالا مباشرا ردا على قوله: (لا يمكن لقوى تضم مزارعين وأطباء أسنان أن تقف في وجه الأسد والتنظيمات الإرهابية بنفس الوقت)؛ ماذا فعلتم لتقويتها؟!، وهل ساهمتم بتمكينها، أم أدت سياستكم لفتح المجال أمام القوى الإرهابية والمتطرفة الأخرى، كيف تستفيد من هذا الضعف لتقوية نفسها؟!. وزاد البحرة” وليكن بمعلوم الإدارة الأمريكية أنّ في سورية نظام الخدمة العسكرية الإلزامية، ما يعني أن غالبية رجال وشباب سورية، يخضعون لدورات تدريب عسكري، أي أنهم بشكل عام، لا يعانون من أمّية السلاح على الأقل. إضافة إلى أنّ الشعب السوري يمتلك ما هو أقوى من السلاح، وهي الإرادة. فالتاريخ مليء بالعديد من الثورات التي قام بها العزل والمستضعفون بقدرات محدودة”. ودعا أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الرئيس الأمريكي للتحرك الفوري وقال:” إنّ العذر الذي تقدم به أوباما لا يبرّئه من المسؤولية بل يلقي على عاتقه تحركا أسرع عبر كل الوسائل المتاحة، السياسية والقانونية والدبلوماسية، من أجل إيقاف حمام الدم الذي يعاني منه السوريون على أيدي بشار الأسد. فإنّ من واجب أوباما اليوم، الإيفاء بما تم الاتفاق عليه مع الائتلاف في زيارته الأخيرة إليه، ودعم الشعب السوري بكافة القدرات والإمكانيات التي تمكنه من الدفاع عن نفسه وحقوقه لنيل حريته وبناء دولة الديمقراطية والقانون. فإننا على ثقة أن كلام الرئيس الأمريكي لا يعني تنصّله من دعم المعتدلين في المستقبل، ولكن كلامه لا يعدو عن توصيف حالة ماضية للواقع السوري وفق فهمه”. وبيّن البحرة في ختام تصريحه” أنه تم خلال لقاء الائتلاف بالرئيس الأمريكي التأكيد على الدعم العسكري للثورة، حيث وضع ذلك ضمن موازنة وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تعرض في المرحلة الحالية على لجان الكونغرس للتصويت عليها في شهر نوفمبر القادم، والتي تحوي على بنود تحقق زيادة مخصصات برامج دعم المتدربين للقوى المعتدلة عددا وعدة. إضافة لتعهد الإدارة الأمريكية بدعم كافة المجالات التقنية والإدارية والإغاثية في هذا المجال”. المصدر: الائتلاف