انتقد نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني السوري أثناء لقائه بسفراء دول أصدقاء سورية تقصير العديد من دول الأصدقاء في دعم مؤسسات الثورة السورية وقال:” أحد لا يستطيع إنكار أن هناك تقصيرا كبيرا في تقديم الدعم اللازم للنهوض بالمؤسسات التي يبنيها الشعب السوري اليوم بدماء أبناءه، سواء من حيث المقدار المقدم لهذا الدعم، أو من حيث عدم توحيد منافذ التمويل، الذي يؤثر بدوره على نجاح هيكلة المؤسسات وتنظيم عملية اتخاذ القرار”. هذا وعرّج الحريري أثناء سلسة اللقاءات التي أجراها مع السفراء على” أنّ تخفيض المعونات والمساعدات ومخصصات النازحين واللاجئين السوريين لـ40% من قبل الأمم المتحدة، أمر لابدّ من مراجعته، ويضع دول أصدقاء الشعب السوري أمام مسؤولية أكبر لابدّ من تحمّلها. فباختصار شديد، نحن نريد أصدقاء يقدمون لنا كما يقدم أصدقاء نظام الأسد له، فأصدقاؤه يقدمون له بلا حدود، وأصدقاؤنا مازالوا يتلفتون إلى الخلف عندما يقدمون”. هذا وكان الحريري وصف قرار تخفيض مخصصات اللاجئين السوريين بـ” اللاواقعي وغير المتناغم مع احتياجات الواقع الإنساني المأساوي الذي يواجهه السوريون منذ ما يزيد عن 3 سنوات جراء الهمجية المسلّحة التي يحاول نظام الأسد من خلالها قمع الإرادة الشعبيّة. إنّ هذا القرار لم يأخذ بحسبانه المتغيرات المختلفة التي يشهدها الواقع السوري، فمن غير المنطق أيضاً في الوقت الذي يخصص فيه العالم مئات المليارات لمكافحة الإرهاب، أن يقلّص فيه المساعدات الإنسانية التي تعتبر أولوية المتضررين وأحد أهم الخطوات التكتيكية الضرورية التي لا يمكن تجاهلها في المرحلة الآنية، فلا أبالغ إن قلت، بأنّ تقليص المساعدات الإنسانية لمن يلتحفون العراء، هو خطوة تسير بعكس الاستراتيجية الدولية المتبعة في مكافحة الإرهاب، لأنّها تصنع بطريقة أو بأخرى مناخاً مناسباً لإنتاج التطرف والإرهاب بين المهجرين والنازخين واللاجئين. باختصار إنّ تقليص المساعدات سلوكٌ غير مسؤول وسيفضي لكارثة إنسانيّة، لذا لابدّ من تصحيح هذا القرار وإعادة النظر فيه، ولابدّ للمنظمات الدولية أن تكون أكثر مسؤولية في مواجه هذه الاضطرابات الاجتماعية والسياسيّة التي تعيشيها المنطقة، لأنّ عدم التعامل بمسؤولية مع هذه المنطقة، ربما ينعكس سلباً على كافة دول العالم في القريب العاجل. فمن غير المنطق أن تجمع كلمة العالم على دعم العمل المسلّح في حين تقف عاجزة عن إطعام طفل جائع أو تقديم مأوى لشيخ تائه أو امرأة مشردة!”. المصدر: الائتلاف