استنكر رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا عدم اتخاذ الدول العربية قرارا واضحا بشأن تسليم الائتلاف الوطني مقعد سورية في القمة العربية، وقال: “إن إبقاء مقعد سورية بينكم فارغا يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل؛ والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”. واستغرب رئيس الائتلاف من تذبذب الموقف العربي تجاه الثورة السورية، وقال: “السوريون يسألون إذا كان الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم فما الذي يمنع أشقاءنا عن حسم أمرهم حول مقعدنا بينهم؟ وأريد أن أضيف أن الواقع بات يفرض أن تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية الأمر الذي يربك العلاقات العربية العربية ويجعل أحوال السوريين أصعب”. وانتقد الجربا الموقف السلبي للدول معتبرا أنه لا يتناسب مع ما ينتظره الشعب السوري منهم، حيث نوّه في كلمته ” أنه لم يعد التفرج على حال السوريين من جانبكم مقبولا ولو للحظة واحدة، وأنتم ترون الحرب التي نتعرض لها، وقد اجتمعوا علينا بالإثم والعدوان، ويبرود بعد القصير تشهد والله الشاهد لم يتركوا بيتا إلا دكّوه واستباحوا حرماته، كلكم شاهد الأفلام المسربة التي طغت بشعارات وسلوكيات الحقد الطائفي، كانوا يدخلون القرية دخول التتار، وينثرون فوق جثث الرجال والأطفال وردا وحلوى وزعوها في الضاحية الجنوبية إيذانا بانتصار براميلهم ورصاصهم الغادر”. وأردف الجربا في كلمته لوزراء خارجية الدول “اليوم ليس كما قبل جنيف 2، ولا يمكن أن يكون. اليوم ينطوي على لحظة حق وحقيقة، حقنا في تحرير قرارنا وأرضنا، وحقيقة مرة بقدر ما هي واضحة، وهي أن الشعب السوري يواجه بالوكالة حربا شرسة تضرب على الركب السورية وغايتها تركيع العرب، انطلاقا من تركيع السوريين”. وأضاف ” لذا لا أدعوكم إلى إعلان حرب، وإنما إلى دعم قضيتنا، وإيجاد حل لها، يكفل مصالح شعبنا وبلدنا، ومصالح العرب كلهم، ومن خلالها نريد إعلان نفيركم للدفاع عن الأرض والشعب السوريين، أمام واحدة من أفظع الحروب التي تخاض على شعب أعزل، ونفيركم معنا يتلخص بنقاط ثلاثة: أولها: الضغط على المجتمع الدولي من أجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي لثوارنا الذين بذلوا أرواحهم من أجل حرية وكرامة السوريين والعرب جميعا. وثانيها: تكثيف الدعم الإنساني بكل محتوياته لإخوانكم السوريين في الداخل والشتات الذين يكابدون ويعانون وقد صبروا حتى ضاق الصبر ذرعا بهم. وأخيرا الاهتمام بأوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في البلدان العربية وخاصة الأردن والعراق ولبنان وهم ضيوف في هذه البلدان ينبغي أن يعودوا إلى بلدهم مع نهاية الوضع القائم ونحن ضد بقاء السوريين خارج وطنهم في كل الأحوال”. وأكد الجربا في نهاية كلمته حرص الائتلاف الوطني على “وحدة السوريين وسلامتهم بما في ذلك المقيمين منهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وأن الائتلاف وقوات الجيش الحر في المعركة ضد النظام وقواته، يحرصان على احترام السوريين في تلك المناطق والحفاظ على ممتلكاتهم في كل الظروف”. (المصدر: الائتلاف)