نفى المستشار السياسي لرئيس الائتلاف الوطني السوري منذر آقبيق وجود أي أسرى لدى الجيش السوري الحر من المدنيين، وقال: ” النظام هو فقط من يعتقل الأطفال والنساء والمرضى، والذين يشكلون بالنسبة لنا، أحد أهم الأولويات على رأس أجندة المفاوضات”، مردفاً أن ” سجون الأسد هي الوحيدة التي تعتقل ناشطي الفيس بوك وكتّاب المقالات الفكرية الذين يخالفون ما يؤمن به النظام”. وأكد آقبيق ” أن الفريق المفاوض أعطى قائمة فيها أكثر من عشرات الآلاف لأسماء المعتقلين السوريين”، وقال أثناء حديثه: ” إن الأسرى الموجودين عند الجيش السوري الحر هم أسرى حرب ولا علاقة لهم بالمدنيين على الإطلاق”. وألقى المستشار السياسي لرئيس الائتلاف الوطني مسؤولية منع دخول المساعدات الإنسانية على عاتق نظام الأسد، مؤكداً ” أن الطرف الوحيد الذي يمنع القوافل الإنسانية من الدخول هو نظام الأسد الذي يقيم الحواجز الأمنية والعسكرية التي تمنع المساعدات من الوصول إلى أهالي المناطق المحاصرة”، هذا وقد أكد هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف أن نظام الأسد منع اليوم دخول المساعدات الإنسانية لمدينة حمص حسب ما تم الاتفاق عليه أمس، واتهم المالح نظام الأسد “بالمماطلة والتهرب من التزاماته أمام المجتمع الدولي بتطبيق بنود بيان جنيف”. وأضاف المالح إن “وفد النظام غير قابل لتقديم أي شيء كبوادر حسن نية مثل إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بوصول المساعدت الإنسانية للمناطق المحاصرة”. فيما أكد آقبيق في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي على عدم السماح: ” لوفد الأسد بتقزيم متطلبات الشعب السوري وحصرها فقط بالقضايا الإنسانية، بل سنلاحقه إلى النهاية حتى يسلّم بانتقال السلطة، لأننا في الحقيقة لا نستطيع فصل هاتين القضيتين عن بعضهما البعض، فالمأساة الإنسانية متعلقة بشكل وثيق ببقاء نظام الأسد المجرم على رأس حكمه”. فيما أكد المالح على أن إطار المفاوضات غدا سيكون حول “المرحلة السياسية الجديدة وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”. وفي ختام حديث آقبيق تبرأ من أي علاقة بين الائتلاف والقاعدة مؤكداً ” نحن نحارب التنظيمات المتطرفة التي غرسها النظام بجسد الثورة، وليس لدينا أي علاقة معها من قريب أو من بعيد، لذلك فعلى الجميع أن يعلم أننا لا نمثل الإرهابيين في المفاوضات، وإنما نمثل إرادة الشعب السوري. يأتي ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه لا يمكن إجراء أي حوار مع الإرهابيين في سوريا، وقال “نرفض لاعتبارات مبدئية إجراء مفاوضات معهم ولا ننصح الآخرين بذلك”. وأضاف: “لا أرى مكانا في العملية التفاوضية لتنظيمات مثل دولة العراق والشام أو أي تنظيمات متطرفة”. وفي السياق ذاته فقد دعا هيثم المالح الحكومة الروسية في وقت سابق له إلى أن تتقي القانون بدماء السوريين وأن تكفّ عن دعم الإرهاب في سوريا بغية تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية. وقال: ” الجميع يعلم أن الجماعات المتطرفة فيها العديد من العناصر الروسية والإيرانية التي تعمل لصالح النظام، لتشوية الصورة الحقيقية للثورة السورية، ومخطئ من يظن أن المجتمع الدولي يقف مع الشعب وليس مع النظام”. كما اعتبر المالح أن محاسبة بشار الأسد يجب أن لا تقتصر على قتل السوريين فحسب، بل على “صناعته للعديد من الخلايا المتطرفة داخل المنطقة بغية التأثير على رأي الدول الغربية، ليجعلها ضمن خيارين إما الإرهاب الذي يتمثل بالمتطرفين أو الإرهاب المتمثل ببشار الأسد، في محاولة منه للتغطية على الثورة الشعبية الحقيقية التي خرجت لإسقاطه”. وأكد المالح في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي على أن داعش “لغم زرعه نظام الأسد في جسد الثورة، يحذر المجتمع الدولي من خلاله من الاقتراب أو التدخل في الثورة السورية”، وزاد ” إن هذا التنظيم هو قشرة بلا مضمون، يتكنى بالإسلام ويرتدي عباءته من أجل التأثير على الرأي العام”. ووصف المالح التنظيم بـ”البالون الحراري الذي يسعى نظام الأسد بواسطته إلى حرف الثورة السورية عن مبادئها التي خرجت من أجلها، والتي يعتبر إسقاط النظام ومحاسبته أحد أهم أهدافها” وقال: ” بما أن داعش لغم زرعه الأسد فإن إسقاط الأسد يعني إسقاط لداعش، لكن إسقاط داعش لا يعني إسقاط الأسد، لذا يجب على الثورة أن لا تنحرف عن هدفها الأساسي المتمثل بإسقاط النظام”. وزاد رئيس اللجنة القانونية في تصريحه ” يجب علينا أن لا ننسى أن نظام الأسد ذو صلة عضوية بالقاعدة وأنه هو من أشرف على نقل عناصرها من العراق إلى نهر البارد في لبنان، من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة على حساب دماء المدنيين”. وتسائل المالح في ختام كلامه ” عن مدى احتمالية وجود تنسيق بين النظام وداعش فيما يتعلق بقتل الطبيب حسين سليمان، كخطوة تكتيكية للتعتيم الإعلامي على جريمة نظام الأسد بحق الطبيب البريطاني عباس خان”. وفي السياق ذاته أكد الائتلاف الوطني السوري في بيان له، أن علاقة تنظيم دولة العراق والشام مع نظام الأسد هي “علاقة عضوية، يحقق التنظيم من خلالها مآرب عصابة الأسد”. (المصدر: الائتلاف)