أكد هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري في كلمة ألقاها بمؤتمر “ملتقى الداخل السوري” الثاني أن”هزيمةَ نظام الأسد وانتصارَ مشروعَنا الثوري الهادف لبناء الدولة الوطنية الحديثة يبدأ من خلال التمسكِ بوحدةِ هذا الشعب، ومن خلالِ الإصرار على شعار الثورة الرئيس (الشعب السوري واحد)، فسورية للسوريين جميعا ولن تكون لطائفةٍ أو مذهبٍ أو قوميةٍ دونَ سِواها”. وأضاف البحرة في كلمته في افتتاح المؤتمر اليوم في غازي عنتاب: إن “فوضى العدم هو ما يعيشه الوطن اليوم جراء سياسات نظام الأسد المجرم، حتى باتت سورية جغرافية مفتوحة يتقاتل فيها الأغراب عن وطننا لحماية مصالح أوطانهم، لقد أصبح الغرباء من أتباع المليشيات الطائفية يتحكمون برقابنا ويعيثون فساداً بأرضنا”. وأضاف البحرة: “دمشق عاصمتنا السبية الآن بيد هذه المليشيات الطائفية، وجزيرتنا الرهينة بيد خلائط الأرض، وشذاذ الأفاق ونحن مشردون في أصقاع البر والبحر، لاجئون في بلاد الآخرين، تلفظنا المطارات وتطردنا المدن من شوارعها، وتتقاعس دولٌ ويخذلنا أخوةٌ ونحن على أبواب الشتاء، ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر تركيا حكومةً وشعباً، هذا البلد الذي استقبل السوريين معززين مكرمين”. وأكد البحرة على أن “شروط النصر هي بالإصرار على أهداف الثورة كما كانت، وبالعمل المخلص المترفع عن الغايات الشخصية والحزبية والمذهبية، ويجب علينا ألا نكتفي بنقد الأخطاء، بل يجب أن نعمل معاً لتصحيحها، وستجدون الائتلاف الوطني فاتحاً أبوابهُ للجميعِ حتى يشاركَ الجميعَ بحملِ المسؤوليةِ والعملِ الجاد لحمايةِ الوطن وحمايةِ ثورةِ هذا الشعبِ العظيم”. وبين البحرة للمجتمعين في المؤتمر “إننا نعملُ وبشكلٍ حثيث على تطوير عمل الائتلاف وإصلاحِ بنيته التنظيمية وتقويمِ أدائه السياسي وأداء حكومته الخدمي، كما أننا نعملُ وبشكلٍ جادٍ وضمن الإمكانيات المتاحة على عودةِ الائتلاف والحكومة للداخل السوري لنكونَ مع أهلنا في معاناتهم ولنقدمَ لهم كل ما نستطيعُ من مقوماتِ الصمود”. وتوجه للمشاركين في ختام كلمته : “إنني أتمنى منكم تقديم مبادراتكم واقتراحاتكم، فأنتم شعلةُ هذه الثورة، وأنتم صانعو مستقبلِ هذا الوطن وبكم فقط وبأرائكم – التي ستكونُ محلَ دراسةٍ واهتمامٍ من قبلنا- ومعاً سنعيد للثورة بريقها معاً سنصل الى ضفة النصر، سورية الآن بحاجةٍ لجميعِ أبنائها ولا بد سننتصر ولو كره الكارهون”. ثم انتقل المشاركون لورشة عمل عن مشروع الائتلاف “موطئ قدم” الذي قام رئيس الائتلاف بعرضه وشرحه للحاضرين، ثم تلقى الأسئلة حوله ودارت النقاشات وتم تبادل الآراء بينهم حول المشروع. وتستمر فعاليات المؤتمر الثاني لـ”ملتقى الداخل السوري” في مدينة غازي عنتاب التركية إلى غدٍ الخميس، وبحضور ما يزيد عن 150 ناشطاً سورياً والأمين العام للائتلاف نصر الحريري ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد الطعمة وعدد من أعضاء الائتلاف الوطني. وينعقد المؤتمر وهو الثاني لملتقى الداخل تحت شعار “صناعة قرار سياسي تشاركي”، حيث يتضمن مؤتمرات وورشات عمل دورية، وورشات تدريب، ومشاريع مشتركة في مجالات عدة أهمها السياسي، الإعلامي، الإغاثي، الطبي. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين النشطاء والائتلاف الوطني، بالإضافة إلى التعريف بأجهزة الائتلاف ودمج النشطاء وتفعيل دورهم بشكل أكبر في صناعة القرار واتخاذه في الائتلاف، وبناء شراكات حقيقية من خلال تأسيس مشاريع مشتركة لحل معظم المشاكل العالقة. كما يهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز الدور الديمقراطي بين الائتلاف والناشطين وتطوير الأداء بالإضافة لتفعيل الحراك المدني. وكان الائتلاف قد نظم المؤتمر الأول لملتقى الداخل بعنتاب في 28-29 نيسان 2014، بحضور ما يزيد عن 80 ناشطاً سورياً وعدد من أعضاء الهيئة السياسية والهيئة العامة للائتلاف ورئيس الحكومة أحمد طعمة ونائبه إياد القدسي. المصدر: الائتلاف