أطلع رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة الناشطين السوريين عند لقائهم في مدينة غازي عنتاب الحدودية بتركيا، على الخطة العملية التي شرع الائتلاف بتنفيذها، من أجل” الانتقال بالثورة السورية إلى حالة منضبطة وضامنة للواقع الثوري، ويكون ذلك من خلال تنظيم الصفوف، والتحكم بالحراك الشعبي والعسكري داخل المدن السورية” حسب قوله. واشترط البحرة لصناعة هذا الواقع” أن نستفيد من الأخطاء السابقة التي وقع الحراك الثوري بها وأعاقت تقدمه السياسي. وإعادة تقييم واقع الثورة والمتغيرات المحيطة به على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والدولية والأقليمية”. واعتبر البحرة أثناء لقائه بالنشطاء بأن” هذه المرحلة الجديدة للائتلاف يميزها عن غيرها بأنها تقوم على خطة استراتيجية مكتملة الأركان، توضح الخريطة التي ستساعد الحراك الثوري بالوصول إلى الأهداف التي خرج من أجلها”. وأشار البحرة” بأنّ إعادة البوصلة الثورية لمسارها الذي خرجت من أجله، تعتبر أولوية للائتلاف في هذه المرحلة، خاصة بعد ابتداع نظام الأسد لداعش داخل المناطق الخارجة عن سيطرته كسفير له حال غيابه، من أجل التشويش على المطالب المحقة التي خرج الثوار من أجلها”. وانتقد البحرة سلوك بعض الناشطين تجاه الثورة وقال:” الانتقاد السلبي لبعضهم، يعرقل عجلة الثورة، وهذا لا يعني أن يمتدحونا، ولكن لا بدّ للجميع أن يعلم، بأننا جميعا مسؤولون أمام الثورة وليس الائتلاف فحسب، فما نحن إلا جزء من كل. لذا فالسلوك الانتقادي الثوري، يجب أن يقوم على طرح البرامج والعمل البديل وليس النقد وفقط، عندها نكون قد وصلنا لمرحلة النقد البناء القادر على إسقاط نظام الأسد، فأما النقد المقابل وهو السلبي لا يسقط إلا الثورة”. ووعد رئيس الائتلاف الناشطين في نهاية اللقاء بـ” تفعيل النقابات الحرة وجعلها إحدى المرجعيات الأساسية لاتخاذ القرار السياسي في الائتلاف، من خلال الاتصال معها بشكل دوري والاستفادة من خبراتها الأكاديمية والمهنية”. إضافة إلى ذلك تعهد البحرة أثناء لقائه” بالمحافظة على سورية الدولة، واستثمار كافة الخبرات الوطنية وعدم تهميش الخبرات المنشقة والمفصولة من مؤسسات النظام”. وختم لقاءه مع الناشطين بالقول:” لا ضرر بأن تمنحونا شيئا من الثقة. وإنّ شرعية أي تكتل سياسي في الحالة الثورية، لا تأتي كما يظنّ البعض من صناديق الاقتراع، بل بمدى خدمة هذا التكتل لأهداف الثورة والمتطلبات المحقة التي خرج الشعب من أجلها. أما صناديق الاقتراع، فثقوا أنها ستكون الأساس الذي ستقوم عليها سورية الدولة في المستقبل”. (المصدر: الائتلاف)