دان عضو الائتلاف الوطني السوري ورئيس المجلس الوطني السابق عبد الباسط سيدا حملات التهجم ضد الإسلام والعرب من قبل “من يزعمون أنهم يدافعون عن الحق الكردي”، وقال سيدا: “وهذا ما نرفضه وندينه من دون أي تردد، لأنه يسيء إلى الكرد قبل العرب، ويسيء إلى معتقدات الناس ومنهم الكرد”.
وحذر سيدا من أن “ما تشهده أجواء العلاقات العربية- الكردية راهناً من توترات وتشنجات وحملة اتهامات متبادلة أمر يثير القلق الكبير، والمخاوف الكثيرة من مآلات تصعيد المواقف، بناء على الوقائع الميدانية”.
وعزا سيدا نشوء هذه الحملات إلى هجوم “داعش الإرهابي على كوباني ومنطقتها؛ الذي تسبب في إخراج أكثر من 200 ألف من ديارهم في ظرف أسبوع، ما عمّق الجرح وعزز الإحباط”.
مطالباً سيدا بأن تكون إدانة هذه الجرائم الداعشية واضحة لا لبس فيها من أهل الثورة ونخبتها ورجالاتها؛ “لتؤكد مصداقيتها فيما تدعو إليه بخصوص احترام الحقوق من دون أي تمييز، والمطالبة بالمشروع الوطني الديمقراطي”.
واعتبر سيدا أن “معارك الـ ب. ي. د في كل من تل حميس وتل براك وتل أبيض قد ساهمت في توتير الأجواء العربية- الكردية، وهو ما استغله القوميون المتطرفون من الجانبين في تسويق حملات لا تخدم سوى نظام الأسد”.
كما اعتبر سيدا أن “السياسة المزدوجة التي يمارسها الـ ب. ي. د. لا تطمئن، بل تضر كثيراً، وتسمم أجواء العلاقات بين المكونين العربي والكردي، ليس سورياً فحسب، بل على مستوى المنطقة بأسرها”، وأضاف: “فهذه السياسة تقوم على مخاطبة الكرد بلسان، والعرب بلسان آخر مخالف نقيض تماماً؛ فكردياً يقول هذا الحزب بأنه يدافع عن الكرد وحقوقهم، في حين إنه في اتصالاته مع المعارضة، وخاصة الائتلاف، يبين بأنه لا يدعو إلى المشروع القومي الذي فات زمانه”.
وأكمل سيدا أن الحزب يتهم القوى الكردية خارج إطاره بالنزعة الانفصالية، ويقدم ذاته على أنه يعمل من أجل وحدة سورية، وهذا ما ذهب إليه في العديد من المؤتمرات التي كانت في الآونة الأخيرة، في حين أن الجميع يعلم، والكرد قبل غيرهم بأن هذا الحزب قد اتخذ من كرد سورية رهينة لحساباته وتحالفاته الإقليمية”.
وأكد سيدا أن “ما تشهده كوباني من مآسي، وما تشهده منطقة الجزيرة من نزوح وهجرة جماعية من قبل الكرد والمسيحيين السريان، هي نتيجة تفاعل الإرهاب الداعشي مع السياسات المغامرة لهذا الحزب”.
وشدد سيدا على أن “معالجة الموقف الحرج جداً تستوجب جرأة وحكمة وبعد نظر من قبل مختلف الأطراف؛ لأن التطورات المتسارعة تنذر – في حال عدم المعالجة، بكوارث شبه مكتملة الأركان، والخطوة الأكثر جدية في نطاق هذه المعالجة تتمثل بالعمل السريع لوقف المذابح في كوباني، وإخراج التنظيم الإرهابي منها”. المصدر: الائتلاف