قام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بتنظيم ندوة بعنوان “الثورة السورية ما بين الحل السياسي والحسم العسكري” في مقر نادي الصحفيين في مدينة القاهرة في ٢٣ كانون الأول الماضي، وقد بلغ عدد الحاضرين ما يقرب ٥٠ شخصاً من المفكرين والباحثين المهتمين بالمسألة السورية، كما حظيت مجريات الندوة بتغطية إعلامية مميزة من عدة قنوات فضائية نقلتها مباشرة مثل الجزيرة مباشر ومباشر مصر والعربية وأخبار مصر وسكاي نيوز وقنوات أخرى.
شارك في الندوة من المحاضرين السادة: د. عبد الباسط سيدا، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري – د. عبد الكريم بكار، رئيس مجلس شورى الملتقى الإسلامي الثوري السوري – د. مازن شيخاني، الناطق الرسمى لجبهة تحرير سوريا – أ. الحارث النبهان، ممثل تيار المواطنة السورية.
قام المحاضرون بمناقشة عدة محاور حيث تكلم سيدا عن الحل السياسي الذي يمكن أن تشارك به المعارضة وهو الذي يضمن في أحد بنوده الأساسية رحيل الأسد و زوال نظامه الأمني العسكري بكافة أركانه حيث كان من ضمن ما ذكر ” أن السيناريو المقبول هو أن يرحل بشار ويتسلم الائتلاف البلاد ويعلق الدستور، وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة ثم إقامة مؤتمر وطنى عام يسعى لتشكيل دستور مع تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية.” وأضاف “إنه لابد من حل الفرقة الرابعة والحرس الجمهورى وحل الأجهزة الأمنية مع بقاء الشرطة، مع عدم اجتثاث حزب البعث وإنما أن يصبح حزبا عاديا”.
أردف البكار متحدثا عن بنية حزب البعث الحاكم أنها “نظام شديد المركزية يحكم فيها مؤسسة الأمن فقط،” و أوضح أن السوريين المهجرين خارج سوريا بلغ عددهم 20 مليون نسمة على مدار 50 سنة من حكم حزب البعث. وأضاف “أن الشعب السورى ليس لديه شيء كي يخسره ويتراجع عن موقفه،” وأكد أن لمصر بيت العرب وتونس وثورات الربيع العربى الفضل فى اندلاع الثورة السورية.
تناول النبهان أسباب وأهداف الثورة التي قامت من أجلها، وقال “أن الثورة بدأت سلمية وأنها ماضية بشقها السلمى، وأن النظام هو من أرغمها على حمل السلاح” ثم حاول توضيح تعبير “الجيش الحر” وأنه “مصطلح عام إذ لا توجد له قيادة موحدة،” وأن المدنيين الذين يشكلون النسبة الأكبر من عناصره تمكنوا من “انتزاع نصف سوريا من براثن النظام وهم يعيدون إنتاج بناء مؤسسات الدولة من جديد ويتدبرون أمرهم بدعم إخوانهم خارج سوريا.”
ثم تحدث الشيخاني عن الأوضاع الميدانية وتقدم المقاتلين على الأرض والسيطرة التي يحرزونها على المواقع المهمة كالمطارات وطرق الإمداد والقطع العسكرية، وأوضح أن “من حمل السلاح فى سوريا معظمهم من المسلمين بطبيعة الحال وأن الثورة العسكرية أو السلمية لم تكونها النخب” وأنه “لا توجد أحزاب إسلامية فى سوريا كى يكون لها جسد عسكرى كما أراد النظام أن يصور ذلك” أما عند التطرق لمسألة الطائفية والكلام عن “حرب أهلية” فأشار إلى أن النظام والبعث قلبا كل الموازين وسعيا لخلق طبقات طفيلية وأوهم البعض أن حماية الطائفة مرتبط ببقائه ونجح فى ذلك، ثم أضاف أن “الثوار لديهم القدرة العسكرية لتدمير قرى من يقتلون أطفالنا ولكننا لا نرد عليهم بالمثل بسبب ديننا وأخلاقنا،” وأكد أن النظام يتهاوى شيئا فشيئا رغم محاولته إظهار عكس ذلك.