عقد رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور نصر الحريري، مؤتمراً صحفياً اليوم الجمعة، للحديث عن آخر التطورات الخطيرة في إدلب، وحول ما يجري من اجتماعات للمستقلين في العاصمة السعودية الرياض.
وقال الحريري إن سماء إدلب “تكاد لا تخلو من الطلعات المستمرة للغارات الجوية وكأن هذه المنطقة لا تخضع لأي اتفاق”، واعتبر أن ذلك يستدعي من جميع دول العالم، إشعال الضوء الأحمر لمنع وقوع كارثة إنسانية في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك مئات الآلاف من المدنيين يتوجهون إلى الحدود، وهو ما ينذر بأزمة لجوء جديدة، وأضاف أن على المجتمع الدولي الذي عجز عن القيام بمسؤولياته القانونية وهي حماية المدنيين، أن يقوم بحراك إنساني لتوفير المتطلبات الإنسانية الدنيا لكافة المحتاجين.
وأعلن أن إدلب باتت منطقة منكوبة، وأكد على ضرورة التعامل معها وفق هذه القواعد، وتابع قائلاً: إن ذلك لا يعفي المجتمع الدولي والدول الضامنة من الاستمرار بالقيام بمسؤولياتها، ليس عبر عقد هدنة قصيرة الأمد وإنما فرض وقف إطلاق نار كامل.
ومن ثم انتقل للحديث عن اجتماعات المستقلين في الرياض، وأكد على دور المملكة العربية السعودية وأهميتها كدولة محورية إقليمية، وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدعم الذي قدمته المملكة للشعب السوري بكافة المجالات.
وأوضح أنه قد وصلته اعتراضات من مكونات أساسية في هيئة التفاوض على آلية عقد الاجتماعات، وبيّن أن تلك الاعتراضات جاءت وفق مبدأ قانوني، حيث لا يوجد سند قانوني لعقد مثل هذه الاجتماعات، إضافة إلى أنها كانت بحاجة إلى تشاور وتنسيق وانخراط كافة الأطراف السورية، وذلك بهدف ضمان وجود أوسع قاعدة تمثيل، وهو ما سيكون في صالح السوريين والقضية السورية.
وأشار إلى أن الاجتماعات عُقدت بسرعة في الوقت الذي تتجه أنظار العالم فيه إلى اللجنة الدستورية، مشدداً على أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على عملها، واعتبر أن عقد هذه الاجتماعات جاءت في الوقت الذي تشهد فيه أيضاً إدلب كارثة إنسانية، وقال: إن الأولى هو متابعة ما يحدث في إدلب ومساعدة المدنيين على النجاة من عمليات القصف الوحشية.
وتابع قائلاً: إن من الاعتراضات أيضاً هو أن قائمة المدعوين للاجتماع “لم تحتوي أي شخصية من المناطق المحررة”، كما أن كثير من الشخصيات ليست مستقلة، وتنتمي إلى تشكيلات وأحزاب سياسية، كما أنه سادت على القائمة “لغة الشللية والأقارب والمصالح والعلاقات الشخصية”.
وأضاف أن ذلك “آثار القلق وأعطى إنطباع أن الهدف من المؤتمر هو زيادة تمثيل مكونات سياسية على حساب مكونات أخرى داخل هيئة التفاوض”.
وقال الحريري إن “استضافة المعارضة تختلف عن صناعة المعارضة، فيجب أن يكون للمعارضة السورية الدور الأبرز في التحضير والترتيب للاجتماعات والدعوة لها”، وأكد على أنه “لا يمكننا إلا أن نكون سوريين، وأن مقاربتنا لأي مسألة تنطلق من مدى موائمة وفائدة هذه الخطوة للثورة ومصالح الشعب السوري”.
ولفت الحريري إلى “أننا لا نرضى ولا نقبل ولا نتمنى أن نكون جزء من أي محور”، معبراً عن أمله “من كل المحاور أن تعزل الشعب السوري عن التجاذبات السياسية”.
وتابع قائلاً: إن “تحفظنا على آلية عقد الاجتماعات وليس على قائمة المدعوين”، وشدد على أن مكونات هيئة التفاوض “وبناء على كل ما سبق فهي ترى أنها غير معنية بالاجتماعات ولا يمكن القبول بنتائجها”.
وحذر من انقسام المعارضة السورية، واعتبر أنه يهدد عمل اللجنة الدستورية التي طال انتظارها، ويعطي الحجة للنظام لتعطيل عملها، وهو ما يهدد العملية السياسية برمتها.
وطلب من المملكة بقيادتها الحكيمة وجلالة خادم الحرمين الشريفين، ومعالي وزير الخارجية أن “ينظر في النقاط التي تم ذكرها، وأن يتذكر مأساة الشعب السوري، وينظر إلى مخرج بالحوار الدبلوماسي الهادئ الذي يهدف إلى تجاوز هذه المسألة”.
وقال: إن “حماية المعارضة من الانقسام هي بيد الأخوة في المملكة”، ودعا إلى ألا يتم العودة بالمعارضة السورية إلى سنين خلت من انقسامات وتجاذبات.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري