شدد رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور نصر الحريري على ضرورة تحقيق الانتقال السياسي الشامل في سورية من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري، مؤكداً أن إيران هي العائق الأكبر أمام إنجاز حل سياسي حقيقي.
وفي لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط نُشر اليوم الجمعة، لفت الحريري إلى أن عقدة الدفع بالعملية السياسية تتعلق بدور إيران في سورية، وشدد على ضرورة أن تخرج الميليشيات الإيرانية الإرهابية من سورية، وقال: “لا حل في سورية في ظل بقاء إيران”، وأضاف إن “بقاء إيران وميلشياتها في سورية يعني استمرار الفوضى وعدم التوصل إلى حل واستقرار وزيادة التوتر الطائفي”.
وأشار الحريري إلى أن طهران قامت بثمانية إجراءات لتثبيت تغلغل ميليشياتها الإرهابية في سورية، مضيفاً إن تلك الإجراءات جعلت من قاسم سليماني حاكماً لسورية.
وبيّن أن في مقدمة هذه الإجراءات التي تقوم بها إيران هي عرقلة الحل السياسي، وعلل ذلك بأنه “ليس في مصلحتها، حيث إن أي حل واستقرار يعنيان مجيء استحقاق خروجها من سورية”.
ونوّه إلى أنه يضاف إلى ذلك عمليات تجنيس ميليشيات إرهابية والسيطرة على ممتلكات سورية، وجلب عشرات آلاف الميلشيات الأجانب إلى سورية، والسيطرة على القرار في المؤسسات.
كما أكد أن إيران بنت قواعد عسكرية لها في سورية، وتمتلك مستودعات أسلحة ومصانع للسلاح، كما أنها أبرمت عقود اقتصادية لثروات إستراتيجية، وتعتمد بشكل كبير على التجييش والتعبئة الطائفية لدى الشباب الفقير المنهك من اقتصاد الحرب كي يصبحوا ذخيرة للقتال.
وحول العملية السياسية قال الحريري: “موقفنا هو الأكثر واقعية. جربوا كل الحلول. جربوا مفاوضات جنيف، جربوا مسار سوتشي، جربوا عملية آستانة، والمجتمع المدني. نحن نقول: إنه لا حل إلا وفق رؤيتنا وتلبية مطالب الشعب السوري بعملية انتقال سياسي حقيقي تتضمن رحيل الأسد”.
وقلل رئيس هيئة التفاوض من أهمية نتائج العمليات العسكرية على الحل السياسي، قائلاً: إن “تحقيق النظام مكاسب عسكرية لا يعني أن القضايا الأساسية حُلَّت”، وزاد: “ماذا عن محاربة الإرهاب؟ ماذا عن اللاجئين والنازحين؟ وماذا عن الفوضى؟ ماذا عن الاقتصاد؟ ماذا عن إعادة الإعمار؟ ماذا عن الاحتلال الإيراني؟ كل هذه الأمور لا تُحل إلا بحل شامل في سورية. حان الوقت لوقف إراقة الدماء وتحقيق الانتقال السياسي وتلبية طموحات الشعب السوري ورحيل الأسد”.
وحمّل الحريري، النظام، المسؤولية الرئيسية لما وصلت إليه الأمور في البلاد. وقال: “لا نريد سورية أن تكون محطة لتصفية حسابات بين دول إقليمية وعالمية، لأن الشعب السوري يدفع الثمن من دمائه وحضارته وإرثه واقتصاده. هذا يدفعنا إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سورية، يتضمن خروج المليشيات الأجنبية والإيرانية، وتحقيق الانتقال السياسي”. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري