عقد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، ظهر اليوم الخميس، مؤتمراً صحفياً تطرق فيه إلى التصعيد العسكري الذي يقوده نظام الأسد وروسيا على مناطق خفض التصعيد في شمال سورية، إضافة إلى الحديث عن أوضاع المقيمين واللاجئين السوريين في تركيا.
وقال العبدة في مستهل المؤتمر الصحفي إن “الشعب السوري مستهدف بالإبادة، والمجتمع الدولي متواطئ في هذا الموضوع إما بشكل مباشر أو غير مباشر”، ولفت إلى أن الأسبوع الأخير شهد أحداثاً دامية في إدلب وحماة واللاذقية، وذلك بسبب عمليات القصف التي يشنها نظام الأسد وروسيا على المدنيين.
وأضاف أن ارتكاب المجازر كان “بمعدل مجزرة كل يوم”، معتبراً أن ذلك يندرج ضمن جرائم الحرب، وخاصة أن الهجمات استهدفت أهداف مدنية تضم أسواق ومدارس ومستشفيات، وسط غياب أي دور للمجتمع الدولي من أجل إيقاف المجازر.
وأكد العبدة أن ما يجري في إدلب هو بمثابة “وصمة عار في جبين المجتمع الدولي”، وأشار إلى أن الائتلاف الوطني أرسل العديد من المذكرات للأمم المتحدة والدول الفاعلة لكنها لا تأتي بأي نتيجة، وهو ما شكل “فشلاً مستمراً بإيقاف الجرائم وسقوطاً أخلاقياً غير معهود”، وأردف أن الجرائم تجري يومياً “على مرأى ومسمع العالم ويُشاهد من خلال بث مباشر للطائرات الروسية ونظام العمالة الأسدي”.
وأشار العبدة إلى أن النظام وروسيا “يكذبون” حين يتحدثون عن التهدئة وعن الحل السياسي والعملية الدستورية المنتظرة، متسائلاً: كيف يمكن الحديث عن سعي الروس للحل السياسي وهو مشارك في جرائم حرب موثقة؟!.
مشدداً على أن الحل السياسي حالياً هو “ضرب من الخيال وخداع للشعب السوري طالما استمرت المجازر والجرائم بحقه”.
وبعث العبدة بأسمى آيات الشكر والامتنان للثوار الذين يصدون هجمات النظام وروسيا الشرسة، وقال: “نحن مدينون للصمود الذي أبداه أبطال الجيش الحر الذين حطموا أسطورة الألة العسكرية الروسية”، وأضاف: “نتشرف بخدمة هؤلاء الأبطال ولابد من دعم هذه المقاومة من جميع السوريين في بلادنا وفي المهجر”.
وفيما يخص أوضاع اللاجئين في تركيا، أكد العبدة على أنه لا يوجد أي تغيير في سياسة الدولة التركية تجاه السوريين، ولفت إلى أن الإجراءات الأخيرة تصب في مصلحة الطرفين لتنظيم وجودهم وتغطية وجودهم بشكل قانون.
وحذر العبدة من محاولة بعض الأطراف تخريب العلاقة القوية والمميزة بين الشعبين السوري والتركي، وقال: إنه “عندما كنا نحضر ذكرى معركة (شنق قلعة) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كنا نرى قبور الشهداء السوريين والأتراك سوية.. لذلك العلاقات ما بيننا ليست منذ 2011، وليست من عقد من الزمن. بل هي علاقة ممتدة في التاريخ. دماؤنا ودماؤهم ممتزجة سوية”.
وأوضح أنه اتفق مع وزير الداخلية التركي السيد سليمان صويلو على تشكيل لجنة مشتركة لحل أوضاع السوريين وجعل وجودهم مغطى قانونياً في تركيا، وأشار إلى أنه يوجد طلبات إنسانية عاجلة تم تقديمها، وعلى رأسها إيقاف الترحيل إلى خارج تركيا، وتسوية أوضاع العوائل التي يحمل أفرادها بطاقة حماية مؤقتة من ولايات مختلفة، إضافة إلى إطالة المدة المعطاة لتسوية الأوضاع لتكون أكثر مرونة.
كما تحدث حول أهمية تسهيل الحصول على أذونات العمل بالنسبة للسوريين العاملين في تركيا، مبيناً أن الائتلاف الوطني يخطط لزيارة وزيرة العمل التركية خلال الأيام القليلة القادمة لبحث ذلك الموضوع.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري