أوضح أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري عبد المجيد بركات أن الزلزال المدمر كشف تقاعس الأمم المتحدة ومنظماتها عن القيام بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري، لافتاً إلى أنها تحاول التغطية على فشلها بحجة أنها بحاجة موافقة نظام الأسد لإدخال المساعدات للشمال السوري، وهو ما منح الأخير المزيد من الابتزاز السياسي.
وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال بركات إن الأمم المتحدة تحاول أن تغطي على فشلها في إدارة الملف الإنساني في العموم، وليس فقط بعد الزلزال، مؤكداً أنه “على ما يبدو هناك قوى داخل الأمم المتحدة تعمل على فتح ساحات جديدة للنظام من أجل تعويم نفسه”.
وأضاف بركات: “أكدنا بشكل دائم ومراراً بأن آلية دخول المساعدات، وإدارة الملف الإنساني بالأساس هي غير منطقية وغير مفهومة وتقع تحت رحمة الفيتو الروسي الذي يُستجدى كل ستة أشهر من أجل أن لا يستخدم الفيتو لكي يمر قرار تجديد المساعدات الدولي”، مبيناً أن “هذه الآلية هي التي كرست استخدام المساعدات الإنسانية واستغلالها من قبل النظام ليحقق مكاسب سياسية”.
وأشار أمين سر الهيئة السياسية إلى أن “هذا الفشل في إدارة الملف الإنساني ظهر جلياً عندما بدأ الزلزال، لذلك نحن أكدنا أنه في الأيام الأولى لم يدخل شيء من الأمم المتحدة، وإذا دخل شيء فقد دخل في اليومين الخامس والسادس من الزلزال، وهي مساعدات مجدولة مسبقاً وليست مساعدات جاءت خصيصاً لمتضرري الزلزال”.
وتابع بركات: “كان على الأمم المتحدة أن تتعامل بموضوعية وحيادية وبمسافة واحدة بين جميع الأطراف”، مضيفاً: “لاحظنا أن هناك استجداء من قبل الأمم المتحدة، وخاصة ما تحدث به المبعوث الدولي الخاص إلى سورية جير بيدرسون للأسف، بأن ما نحتاجه هو توقيع من بشار الأسد لكي ندخل المساعدات من المعابر الشمالية مع تركيا”.
وأوضح أن “التأخر في وصول المساعدات كان سبباً من أسباب تضاعف أعداد الضحايا، وكان سبباً من أسباب توقف منظمات المجتمع الإنساني والدفاع المدني وكل هذه المنظمات والمؤسسات العاملة على الأرض عن تقديم المساعدات، لذلك كانت هناك كارثة داخلية وكارثة خارجية بتباطؤ المجتمع الدولي في الاستجابة، وكان هناك استغلال سياسي من قبل النظام، وكل هذه الظروف سمحت للنظام وأعطته الفرصة من أجل أن يستغل هذه الكارثة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية”.
ولفت بركات إلى أنه “من غير المفهوم أن تستجدي الأمم المتحدة بشار الأسد لكي يوافق على فتح معابر هي خارج سيطرته، لا سيما أن الحكومة السورية المؤقتة التي تدير هذه المعابر أعلنت أن المعابر فُتحت بالتنسيق مع الجانب التركي، وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن المجال الجوي مفتوح لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري”.
وشدد بالقول “هذا الأمر لا يفهم إلا ضمن سياق تقاعس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وفشلهم في إدارة الملف الإنساني، ولكي يغطوا هذا الفشل قاموا بتعليق الفشل على أن بشار الأسد هو من تُطلب موافقته لإدخال المساعدات، وبهذه الحالة أعطوا لبشار الأسد ساحة جديدة لكي يمارس بها استغلال الكارثة الإنسانية”.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري