تجدّدت موجة الاحتجاجات في محافظة درعا التي كانت قبل ثماني سنوات موطئ انطلاق الثورة السورية، وذلك عقب شن مخابرات الأسد، في الآونة الأخيرة حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشبان في بلدة “المسيفرة” بريف درعا الشرقي.
وأفاد ناشطون بأن المحافظة باتت على أهبة الانفجار من جديد، بسبب تشديد الأجهزة الأمنية قبضتها، ومداهماتها المتكررة على منازل الأهالي، وكان آخرها مداهمة دورية تابعة للأمن العسكري عدداً من منازل بلدة “المسيفرة” بحثاً عن مطلوبين لدى النظام.
وطالت حملة الاعتقالات العشوائية الجديدة عدداً من الشبان في سن الخدمة الإلزامية وآخرين كبار لسوقهم من أجل أداء خدمة الاحتياط، وعناصر سابقين في فصائل من الجيش السوري الحر.
ورداً على ذلك، ظهرت كتابات جديدة على الجدران في بلدة “السهوة” المجاورة، طالبت بإسقاط نظام الأسد بكافة رموزه، ورفض الخدمة الإلزامية في صفوف جيشه، وتؤكد على التمسك بثوابت الثورة السورية.
وتواصل أجهزة أمن نظام الأسد عمليات المداهمات بالرغم من اتفاق المصالحة، الذي لم ينته، كما قتلت تلك الأجهزة منذ أيام مدنياً خلال مداهمة نفذتها المخابرات في ريف القنيطرة الجنوبي، بالإضافة إلى اعتقال اثنين آخرين.
وكانت درعا قد شهدت في الفترة الماضية ظهور كتابات جديدة على الجدران تتوعد نظام الأسد وتهدد بقاءه فيها، حيث تصاعد الحراك الثوري في درعا منذ الشهر الماضي بالرغم من القبضة الأمنية الشديدة التي فرضها نظام الأسد.
وبيّن تسجيل مصوّر تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، رفع علم الثورة السورية على مئذنة أحد الجوامع في مدينة “الكرك الشرقي” بريف درعا، في خطوة تهدد بقاء نظام الأسد في تلك المناطق التي باتت خاضعة لسيطرة قواته منذ عدة أشهر بعد حملة عسكرية شرسة.
ومن جانبه أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الرحمن مصطفى أن الثورة “لن تتوقف”، وأن الشعب السوري “لن يقبل بالتخلي عن الحرية مرة ثانية”.
ورأت مهد الثورة حراكاً جماهيرياً الأسبوع الماضي، حيث خرجت تظاهرة وسط مدينة درعا تؤكد على استمرار الثورة حتى إسقاط النظام بكافة رموزه، كما شهدت مناطق متفرقة في محافظة درعا كتابة عبارات على الجدران ضد نظام الأسد وأجهزته الأمنية. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري