أكد مفتشو الأمم المتحدة في تقريرهم على استخدام غاز سارين في الهجمات التي شنها النظام على غوطتي دمشق بالسلاح الكيماوي خلال الشهر الفائت. لافتين إلى أن «صواريخ أرض – أرض استخدمت لإطلاقه» من مناطق خاضعة لسيطرة النظام، في إشارة ضمنية تحمل قوات النظام مسؤولية الهجوم حسب إفادة محللين. في حين أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أكد على أن تحديد المسؤول عن استخدام الكيماوي ليس من مهام فريقه. موضحا “أن مهمة فريقه تقتصر على إقرار ما إن استخدم الكيماوي في سوريا أم لا”. هذا وأعرب بان كي مون بعد تسلمه التقرير «عن الصدمة المروعة والأسف حيال الاستنتاج الوارد في التقرير بأن أسلحة كيماوية استخدمت على نطاق واسع والتي أدت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا». وقال بان إنه «يدين بأقسى العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية ويعتقد أن هذا العمل هو جريمة حرب وانتهاك صريح للبروتوكول الدولي». محملا «المجتمع الدولي مسؤولية محاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي والتأكد من أن الأسلحة الكيماوية لن يعاود استخدامها كوسيلة حرب». هذا وقد دعا كيري منظمة حظر السلاح الكيماوي «بالتحرك بسرعة لتطبيق الاتفاق الروسي-الأميركي»، إضافة لتجنب تحميل أي طرف مسؤولية استخدام غاز السارين. مؤكدا إلى أن محاسبة المسؤول أمر حتمي ولكن الطريقة متروكة للمناقشة في أروقة مجلس الأمن. وجدير بالذكر أن التقرير احتوى صوراً ووثائق وجداول مفصلة عن نتائج التحقيق، وخصوصاً للصواريخ المستخدمة وللمصابين وأسماء المكونات الكيماوية المستخدمة في الهجمات. وأضاف التقرير أن «العينات البيئية والطبية أظهرت بوضوح وبشكل مقنع أن صواريخ أرض – أرض أطلقت وحملت غاز الأعصاب سارين، في كل من عين ترما والمعضمية وزملكا في غوطة دمشق». وأن «اللجنة أجرت مقابلات مع أكثر من خمسين من الناجين وعمال الطبابة، وأعطت كلها النتائج الطبية المماثلة»، كما أن «عوارض التسمم كانت واضحة على عدد من المصابين ودلت على التسمم بمكون فوسفوري عضوي». كما أجرت اللجنة المعنية بالتحقيق مقابلات مع 36 شخصاً من المصابين، 16 منهم في المعضمية و20 في زملكا. وأظهرت الفحوص أن 100% من فحوصات بول المصابين داخل المعضمية أظهرت تعرضهم لغاز سارين، فيما 91% من المصابين في زملكا أصيبوا بالغاز نفسه حسب إفادة التقرير.