ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة كلمة ليلة أمس في مقر الأمم المتحدة في “نيو يورك” بمناسبة إحياء ذكرى جميع ضحايا الأسلحة الكيماوية، والذي يصادف الذكرى المئوية لأول استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيماوية أثناء الحرب العالمية الأولى.
وقال خوجة إن “السوريين هم جزء من أولئك الضحايا، حيث تعرض السوريون لجحيم الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، والصواريخ البالستية، والقتل تحت التعذيب، والتجويع والحصار، على يد دكتاتور، حاول بكافة الوسائل قمع حق الشعب السوري في نيل حريته وكرامته.
وأشار خوجة إلى أن القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن بشأن وصول المساعدات الإنسانية، ولمنع استخدام الأسلحة الكيميائية لم تحدث الأثر المطلوب، موضحاً أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أحصت 87 انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2118، وعلى الرغم من جهود البعض، فلم تؤد أي من الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي إلى التغيير الذي نحتاجه، مطالبا بوضع حد فوري للقتل، لوضع البلاد على طريق الحل السياسي، على أساس بيان جنيف لعام 2012.
ولفت خوجة إلى أن الظروف اليوم ملائمة من أجل أن يتخذ مجلس الأمن خطوات حاسمة قادرة على إنهاء المعاناة في سورية، وأولها الانتصارات العسكرية التي يحققها الثوار في الشمال والجنوب، بالتزامن مع انقسامات داخل النظام وتصفية لبعض رموزه، وثانيها التطورات الإيجابية الهامة على صعيد المعارضة، والائتلاف الوطني تحديداً.
ونوّه خوجة إلى أن الائتلاف فتح مسارات حوار مع باقي أطياف المعارضة السياسية ومنها (تيار بناء الدولة، وهيئة التنسيق الوطني)، وذلك بهدف توحيد الجهود والمواقف ضمن مرجعية بيان جنيف، كما بدأ الائتلاف بلقاءات مشتركة مع الجبهات والفصائل العسكرية في الداخل، للخروج بتوافقات حول محاربة التطرّف واستيعاب جزء كبير من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية في المرحلة الانتقالية. ويعتبر اللقاء التشاوري الأول الذي أجراه الائتلاف يوم 25 نيسان، وحضرته أغلبية الفصائل العسكرية التي تحارب نظام الأسد وداعش، خطوة على تشكيل توافق وطني شامل لشكل الحل السياسي، والقبول بالدولة المدنية الديمقراطية.
وناشد خوجة الأمم المتحدة بتنفيذ القرارات الإنسانية، وتلك المتعلقة بحظر استخدام غاز الكلورين، والتأكيد على المحاسبة والمسائلة كأحد مكونات الحل السياسي، واتخاذ إجراءات فعالة لوقف البراميل المتفجرة من خلال إيجاد مناطق آمنة، يمكنها أن تخدم الهدف النهائي وهو إيجاد حل سياسي مستدام، وتحقق هدفين في المدى القصير، وهما حماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية. (المصدر: الائتلاف)