اشترط هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري، لتحقيق حل سياسي في سورية، ضرورة تهيئة الظروف لتغيير التوازن في ميدان المعركة، لكن للأسف في الوقت الحالي نحن لا نحقق ذلك، وأحد أسباب هو الحملة العسكرية الجوية الحالية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية. وجاء ذلك في كلمة ألقاها البحرة بجنيف أثناء اجتماع مجلس المنظمة الأممية الاشتراكية. وأردف البحرة” إن الضربات الجوية في شكلها الحالي والتي ينفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة تساهم في تقوية نظام الأسد وإضعاف الفصائل المعتدلة وتدفع الكثيرين للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وخصوصاً المقاتلين الأجانب القادمين من خارج سورية. كما أن الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” ليست كافية للوصول إلى حل، لذلك علينا اعتماد نهج شامل يهزم هذا التنظيم عسكرياً ويجتث أسباب التطرف- ألا وهو نظام الأسد- ويسمح بوصول حكومة معتدلة تضمن عدم ظهور التطرف من جديد. ويجب متابعة هذه العناصر بشكل متواز وليس بشكل متسلسل، وأي شيء آخر سوف يزيد الوضع في سورية سوءاً وسوف يفاقم التهديد الذي يشكله على الأمن والسلام الدوليين”. هذا وأكد البحرة أن الائتلاف يسعى لإقناع الدول بضرورة” زيادة الدعم العملي للمعتدلين في سورية من خلال دعم قواتنا على الأرض والحكومة المؤقتة. إضافة للتنسيق مع قواتنا المسلحة على الأرض، فالضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” لا تحقق التأثير المطلوب، وأحد أسباب ذلك هو عدم التنسيق مع قواتنا التي تقاتل على الأرض، فالسوريون أدرى بتضاريس بلادهم وبالمجتمعات المحلية وهم الخط الأول في مواجهة التطرف ولذلك هم بحاجة إلى الدعم وللاستفادة من جهودهم”. كما دعا البحرة إلى” عزل نظام الأسد وإضعافه، فديكتاتورية الأسد الوحشية لا مكان لها في المجتمع الدولي. وسوف يكون التوصل إلى حل سياسي ممكنا فقط عندما يشعر النظام أنه تحت التهديد. ونحن بحاجة إلى فرض مزيد من العقوبات على قطاعات مثل الوقود الخاص والممولين والموردين الروس. لدى الاتحاد الأوروبي الفرصة لاعتماد هذه الإجراءات يوم الاثنين القادم في بروكسل”. واعتبر البحرة أن”معالجة الأزمة الإنسانية”، أمر لا يمكن تجاهله على الإطلاق. مشيراً” رغم أن بعض الدول تظهر سخاءً غير عادي، لكن، للأسف لا يزال هناك الكثير من الاحتياجات التي لم تُلب بعد، فبرنامج الأغذية العالمي يكافح للحفاظ على برنامج القسائم الغذائية التي تُقدم للاجئين السوريين، ويجب على الدول تلبية التعهدات التي قطعتها، ولا يجب التقليل من أهمية هذه الأنواع من البرامج المخصصة للنازحين السوريين الذين يحتاجونها الآن أكثر من أي وقت مضى. إن إيصال المساعدات عبر الحدود هو مفتاح الحل للأزمة الإنسانية في سورية، وقد تبنى مجلس الأمن قراراً لإيصال المساعدات لثلاثة ملايين ونصف المليون سوري ممن يمكن الوصل إليهم، إلا أن وكالات الأمم المتحدة لم تستخدم التفويض الذي منح لها، لذلك يجب على الدول أن تعمل مع المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات خارج إطار الأمم المتحدة. لقد حاولت عدة حكومات أن تفعل بعض ما ذكرتْ لكن ليس على المستوى المطلوب وبدون تنسيق مسبق معنا. وإن معالجة مشكلة خطيرة مثل الأزمة الراهنة في سورية تتطلب تصميماً حقيقياً وتوجب على الدول أن تتخذ إجراءات شاملة وعملية لدعم شعبنا ووقف هذا الصراع، وكلي أمل أن نحقق هذا الهدف شرط توفر الإرادة والموارد اللازمة”. المصدر: الائتلاف