عاد نظام الأسد وروسيا لوضع مدينة دوما في الغوطة الشرقية تحت الضغط من أجل فرض الخروج القسري على الأهالي، كما حدث في باقي المناطق القريبة، مما تسبب باستشهاد وجرح أكثر من 300 مدني، خلال أكثر من 150 غارة من الطيران الحربي والمروحي خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وباتت مدينة دوما تحت النيران بشكل كثيف، بعد أن ضيّق النظام الحصار عليها بشكل أكبر من خلال تهجير السكان والسيطرة على أراضي الغوطة الشرقية، وذلك في أكبر عملية تهجير تحدث منذ سنوات.
وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إن أكثر من 40 مدنياً استشهدوا وجرح العشرات، يوم أمس الجمعة، جرّاء قصف عنيف بالصواريخ من الطيران الحربي والبراميل المتفجرة من الطيران المروحي لقوات نظام الأسد، موضحاً أن عناصر الدفاع المدني عملوا على إنقاذ المدنيين المتواجدين تحت أنقاض الأبنية التي دمرها القصف على الأحياء السكنية في المدينة.
وأوضح الدفاع المدني أن القصف لم يتوقف يوم أمس، حيث تابعت الطائرات الحربية والمروحية التابعة لقوات نظام الأسد وروسيا، اليوم السبت استهدافها للمنازل السكنية والمحال التجارية، بشكل متعمد وبأكثر من 50 غارة استخدم فيها الصواريخ والبراميل المتفجرة.
ووصف ناشطون متواجدون في مدينة دوما القصف بأنه “مروع”، موضحين أن أكثر من 8 طائرات حربية ومروحية، تتناوب بالقصف على المناطق السكنية والحيوية في المدينة، بحيث لا تغيب الطائرات عن سماء المدينة، لافتين إلى أن كل غارة من الطيران الحربي تحمل 4 صواريخ شديدة الانفجار تحوي مواد حارقة، فيما يرمي الطيران المروحي 3 براميل متفجرة محملة بقنابل عنقودية.
وشهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية حملة عسكرية شرسة انطلقت في شهر شباط الماضي، استخدمت فيها قوات النظام وروسيا كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ومنها الكيماوي والفسفور الأبيض والنابالم الحارق، ترافق ذلك مع عملية حصار خانق، وهو ما أجبر السكان الذي كان يبلغ عددهم نحو 400 ألف مدني على الهجرة بشكل قسري إلى الشمال السوري.
ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما جرى بأنه عمليات إبادة جماعية، ودعا الأمم المتحدة لدعم صمود الأهالي في دوما، ومنع تهجيرهم، إضافة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2401 لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
ورصدت الشبكات الحقوقية ارتفاع واضح في معدل العنف خلال الشهرين الماضيين اللذان ترافقا مع الحملة العسكرية، كما رصدت عمليات تهجير قسري واسعة النطاق بلغت أكثر من نصف مليون نسمة. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري