وصف مستشار الحكومة السورية المؤقتة محمد صبرة صور الشهداء تحت التعذيب التي سربها أحد عناصر شرطة النظام العسكرية بأنها “هولوكوست” سوري جديد، مطالباً “المجتمع الدولي بالتدخل لوقف جرائم الإبادة التي يرتكبها نظام الأسد”. ورأى صبرة أن هذه الصور” تفضح جرائم النظام الدموي الذي استخدم سلاح التجويع ضد المناطق المحاصرة من جهة وضد المعتقلين في سجونه من جهة أخرى” معتبراً إرتكابات النظام “جرائم حرب من الدرجة الأولى، وهذه الجرائم تتعارض مع قانون العقوبات السوري الذي يمنع التعذيب وحجز حرية المدنيين ومنعهم من الطعام، في جريمة قتل متعمد”. وأضاف صبرة إن هذه الجرائم” مخالفة للعهد الدولي للحقوق السياسية والاجتماعية لعام 1999، ولاتفاقيات جنيف لعام 1977.” ودعا صبرة “مجلس الأمن الدولي للتدخل من أجل إحالة الملف لمحكمة الجنايات الدولية” موضحاً أن” على المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية أن يحضر ملفاً كاملاً في القضية، وأن يحيله إلى المحكمة لعرضه أمام المدعي الدولي.” وأفاد صبرة أن الصور المسربة تشير بوضوح إلى:” إبقاء المعتقلين لمدة ستين يوماً دون طعام أو شراب ما أدى إلى وصول وزن المعتقل إلى أقل من 20% من وزنه السابق وهذا امتهان لكرامة الإنسان أولاً وقتل ممهنج ثانياً” وقال إن ” الصور التي نشرت مخصصة لحوالي 11 ألف معتقل أو أكثر، لكن العالم إذا لم يتحرك فإن العالم سيشهد سقوط مئات آلاف الشهداء السوريين”. ورأى صبرة أنه :”يجب مناشدة أصدقاء سوريا لإيصال هذه المسألة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى مجلس حقوق الإنسان، وألا تمر الجريمة المروعة دون محاسبة”. من جهته، جدد الائتلاف الوطني السوري في بيان أصدره أمس “دعوته المجتمع الدولي إلى ممارسة كافة الضغوط على نظام الأسد وداعميه، والقيام بكل ما من شأنه وقف المجزرة المستمرة بحق السوريين، ودعم تطلعات الشعب السوري عبر الائتلاف، والذي أكد قبوله لأي حل يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة والانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية، عبر مرحلة انتقالية لا مكان للأسد ولا لرموز نظامه فيها، وتفضي إلى مثول كل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين أمام قضاء عادل.” وأوضح الائتلاف في بيانه:” أكدت لجنة التحقيق الخاصة التي اطلعت على الصور أن عمليات القتل التي ظهرت فيها، وأساليب القتل التي مورست بحق الضحايا أتت نتيجة عمليات تعذيب وإعدام ممنهجة، تشير إلى تورط النظام بجرائم قتل جماعية بحق المدنيين السوريين، كما أكد خبراء قاموا بمعاينة الصور ودراستها أن هذه الصور تعتبر أدلة كافية لفتح تحقيق سيؤدي بدون شك إلى إدانة النظام على أعلى المستويات.”وكانت وكالة الأناضول قد نشرت أمس أول جزء من صور لجثث الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب. وبحسب تقرير نشرته الوكالة، تظهر رموز مكتوبة على وجوه القتلى وأجسادهم، تشير إلى تنفيذ جنود من قوات الأسد لأوامر عسكرية، وترك رموز على جثث القتلى لإثبات تعذيب الضحايا وقتلهم. وأشارت الوكالة إلى أنه “تم التأكد من عدم وجود أي تلاعب بالصور في مختبر بريطاني”. وتعرض الأشخاص للتعذيب الممنهج والخنق بالأسلاك والحبال والأحزمة. وأكدت اللجنة أنَّ “الوثائق تعد أدلة قطعية لفتح دعوى انتهاك لحقوق الإنسان، وجرائم حرب”، وأنها أعدت تقريراً بذلك. كما يشير تقرير اللجنة إلى “وفاة 11 ألف شخص بهذه الطرق من التعذيب”.وأعلنت الوكالة أنها حصلت على “قسم من 55 ألف صورة لـ 11 ألف ضحية، سربت من منشق عن الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، كان مكلفاً بتصوير المعتقلين المعارضين، الذين قتلوا تحت التعذيب، أو تركوا ليموتوا جوعاً في أقبية معتقلات الأسد”. (المصدر: الائتلاف)