علق برنامج الغذاء العالمي قرار إيقاف المساعدات الغذائية لـ ١،٧ مليون لاجئ سوري، بعد تأمين نسبة مقبولة من قيمة العجز في التمويل. وأعلنت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيت بيرز –التي أطلقت الأربعاء الماضي حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي– أن الأموال التي تلقاها البرنامج تمثل ثلث حاجاته للشهر الجاري، وجاءت من أفراد وشركات وحكومات، موضحة أن أكثر من عشرة آلاف مانح قدموا مساعدات مالية خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني:” إنّ التحرك والحملات الشعبية التي قامت بها منظمات المجتمع المدني من أجل تغذية برنامج الغذاء العالمي، أمر مشرف ويدل على ألا أحد يشعر بالشعوب سوى الشعوب، خاصة وأنّ الحكومات الصديقة لم تتخذ حتى الآن أي تحرك يذكر في دعم برامج الأمم المتحدة الداعمة للاجئين السوريين“. وأضافت بيرز لوكالة الصحافة الفرنسية أن البرنامج ما زال بحاجة إلى 42.5 مليون دولار إضافية للتمكن من تغطية نفقات توزيع مساعداته الغذائية حتى نهاية الشهر الجاري، وهي عبارة عن قسائم شراء غذائية لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن وتركيا ومصر. وتتواصل حملة جمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “دولار يوازي حياة” بدعم من المغني ألوي بلاك صاحب أغنية “أحتاج إلى دولار” عام 2010. وأوضحت بيرز أن نحو أربعة ملايين سوري داخل البلاد سيتلقون حصصا غذائية خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري لأنها متوافرة وسبق شراؤها، ولكنهم سيحرمون منها ابتداء من فبراير/شباط المقبل إذا لم يتوفر التمويل اللازم. ويأتي هذا التعليق للقرار إثر جملة من المناشدات والتحركات السياسية من قبل الائتلاف الوطني السوري كان آخرها زيارة رئيسه هادي البحرة ضمن وفد رسمي إلى الدنمارك أمس حيث طلب البحرة مساعدة حكومة الدانمارك في “طرح قضية المساعدات اللازمة لبرنامج الغذاء العالمي كي لا يتم إيقاف الدعم عن ١.٧ مليون لاجئ سوري في الشهر القادم وضرورة سد العجز المالي الذي يواجهه البرنامج“، وطالب البحرة “بطرح الموضوع خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية في منتصف هذا الشهر في بروكسل“. وكان الحريري طالب الدول العربية بـ” تحمّل مسؤوليتها، خاصّة وأنّ واقع الصراعات السياسية تعيق وصول نداءات اللاجئين السوريين لآذان المجتمع الدولي!”، وقال:” إنّ إيقاف المساعدات لـ1.7 مليون لاجئ، إضافة لقرار الأمم المتحدة في تخفيض المساعدات الإنسانية للاجئين، يضع المسؤولية بشكل أكبر على عاتق الأشقاء في دول الخليج العربي. إنّ مساعدة الأطفال والنساء الذين كانوا ضحية إجرام الأسد والصراعات السياسية في المنطقة، أمر من الواجب القانوني والأخلاقي الإسراع فيه، لأنّ برد الشتاء لا يرحم أو ينتظر، وأنياب الجوع كل يوم، تفتك بعشرات الأطفال وتعيي العديد من الآباء“. المصدر: الائتلاف + الجزيرة