زار وفد من الائتلاف الوطني السوري مخيمات اللاجئين السوريين ومشافي يتواجد فيها جرحى سوريون وذلك في ثاني أيام عيد الفطر. وشملت الزيارة مخيمات نيزيب ومخيم أقجاقالة ومشفى أرسين أصلان في غازي عينتاب، والمشفى الوطني في أورفه، كما التقى بأفراد من الجالية السورية في المدينة. وترأس الوفد نائب رئيس الائتلاف نورا الأمير، برفقة عضو الهيئة السياسية خطيب بدلة وأعضاء الائتلاف ياسر الفرحان وهيفارون شريف وممثل الائتلاف في غازي عينتاب السيد ياسر زاكري. وابتدأ الوفد جولته في مدينة غازي عينتاب التركية، وزار مشفى “أرسين أصلان” الذي يضم جرحى ومرضى سوريين، حيث تفقد أحوالهم واطّلع على أوضاعهم وكيفية العناية بهم، وشاركهم بسمة العيد التي غابت عن وجوه الكثيرين. كـانت أولى الحالات التي زاروها المصابة “ليالي” التي تعرضت للإصابة جراء سقوط برميل متفجر في مدينة حلب ما أدى إلى بتر قدمها وخضعت في المشفى لعملية إدخال السياخ الحديدية، وهي تقترب من وقت تركيب قدم اصطناعية. أما المصاب الثاني فهو عبد الرحمن من مواليد 1995، أحد أبطال الجبهات، الذي ترك تعليمه والتحق بركب الثورة، أصيب في إحدى المعارك وبترت سـاقه، وهو يتلقى العلاج منذ ما يفوق الشهر. وتابع الوفد زيارة بقية المصابين، ليلتقي بالطفل الصغير “صبحي” الذي لا يتجاوز عمره 5 أشهر، حيث تعرض للإصابة بالغازات السامة أثناء قصف مدينة حلب، يرافقه بالمشفى والداه و3 أخوة صغار. وغادر الوفد المشفى بعد تقديم الشكر للكادر الطبي لاهتمامهم ورعايتهم لإخوانهم السوريين. توجـه الوفد بعدها إلى مخيمات “نيزيب” القريبة من الحدود السورية التركية وكان في لقائهم مدير المخيمات والكادر الإداري للمخيم من أتراك وسوريين، واستقبلوهم بالترحيب والسرور لهذه الزيارة، دار نقاش مطوّل بين وفد الائتلاف وإدارة المخيم حول أوضاع اللاجئين هناك، و جرى الاطلاع على طرق معيشتهم ومشاكلهم وجميع أمورهم، حيث يوجد ما يزيد عن ألفي طالب يتلقون تعليمهم. وأكد مدير المخيمات أنهم يعملون “لخدمة الضيوف السوريين بكل ما نستطيع” داعياً الوفد إلى زيارة المخيمات عندما تسنح الفرصة. هذا وشكرت رئيسة الوفد نورا الأمير الاستقبال الحار، وقدمت عظيم الامتنان للحكومة التركية عموماً، ولإدارة المخيم والشعب التركي خصوصاً على ما يقومون به خدمة لإخوتهم اللاجئين، كما عرضت على إدارة المخيم كل أشكال التعاون والتنسيق فيما بينهم، وزيادة التواصل لتوفير أفضل الخدمات والنشاطات لجميع السوريين. في حين أكد خطيب بدلة عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أنه:”من غير الممكن للشعب السوري أن ينسى معروف تركيا وشعبها طوال الزمن، بل وسيردّ الدين بشكل أفضل.” ثم قـام الوفد بجولةٍ شـاملة في المخيم، زار المستوصفات والمدارس والسوق بداخله، وزار كرفانات السوريين واستمعوا منهم الاهتمام الكبير الذي يلاقونه. قبل مغادرة المخيم، قدم الوفد الهدايا والألعاب للأطفال لإدارة المخيم لتوزيعها عليهم. وتوجه وفد الائتلاف بعد ذلك لزيارة مخيم أقجاقلة في مدينة أورفه، وكان في انتظارهم مدير المخيم “حسين أورتاج” والكادر الإداري السوري للمخيم، وانضم إلى الزيارة قائم مقام أقجاقلة “أيوب فرات”. ورحب الوفد بالحضور معرفاً بوفد الائتلاف. وأعطى مدير المخيم لمحة مفصلة عن المخيم وأعداد السوريين بداخله التي تقدر بـ ثلاثين ألف شخص، وقد قسم إلى 10 أحياء، وشرح الوضع الطبي والتعليمي والخدمي بداخل المخيم، واستمع الوفد إلى إداريي الهيئات المتواجدة في الاجتماع من السوريين، وتكلموا عن الحاجة للاهتمام بالوضع التعليمي وخدماته من قبل الائتلاف، وقد طلب الوفد من أهالي المخيم تسجيل المشاكل والنقاط المطلوبة، للبدء بدراستها وإيجاد الحلول الممكنة لها. في حين رحب قائم مقام أيوب فرات بزيارة الائتلاف إلى المخيم، وقال إن:” من يعيش في المخيم كأنه يعيش في بيته لا في مكان لجوء، وهم ضيوفنا ومهما قدمنا لهم سيظلون يشعرون بالغربة، لذلك نأمل انتهاء مأساتهم بالقريب العاجل، وأن يمضي السوريون عيدهم القادم في سورية ونكون نحن في ضيافتهم. في نهاية الاجتماع أطلع الوفد كادر المخيم على آخر المستجدات التي يعمل عليها الائتلاف واللجان التي يشكلها، التي منها سيكون لمتابعة أمور اللاجئين والتواصل معهم ونقل مطالبهم إلى الدول الصديقة والمنظمات. ومن ثم قام الوفد بزيارة المشفى الوطني في أورفه، والاطلاع على معظم حالات المصابين والجرحى هناك، والتقى بهم وقدم المعايدة وتمنى الشفاء العاجل لهم، كما التقى بالكادر الطبي الذي يهتم بشؤون المرضى وأخبروهم أن الأوضاع للمرضى والخدمات الطبية التي يتلقونها جيدة. وأنهى الوفد جولته في زيارة لبعض أبناء الجالية السورية في مدينة أورفه حيث دار اجتماع مطول، شرح فيه أفراد الجالية كل المشاكل والعقبات التي تواجههم، وقدموا مطالبهم إلى الوفد وكان منها، قيام الائتلاف بزيارات دورية إلى المناطق التي تحوي لاجئين سوريين في تركيا كأورفه التي تحوي 250 ألف لاجئ. كما طالبوا بتخصيص مساعدات للأهالي الموجودين ضمن الأراضي التركية، وتوسيع المشفى السوري الكويتي في أورفه للجرحى السوريين، والتركيز على زيادة الدعم لسورية. (المصدر: الائتلاف)