أولت الولايات المتحدة الأمريكية، اهتماماً ملحوظاً بقضية المعتقلين السوريين في سجون نظام الأسد، الذين سجنوا عبر اعتقالات تعسفية طالت آلاف الأشخاص على نحو ممنهج منذ انطلاق الثورة السورية في 2011، ودعت واشنطن مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الثلاثاء، إلى فتح ملف المعتقلين السوريين لدى نظام الأسد ومناقشته في الأسابيع المقبلة.
وفي كلمة لها في المجلس قالت شيريث نورمان شاليه، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة إن “محنة المدنيين السوريين الذين يحتجزهم نظام الأسد تعسفاً هي إحدى القضايا الإنسانية التي غالباً ما تطغى عليها الحملة العسكرية الهمجية التي يقوم بها الأسد في وضح النهار”.
وأضافت شاليه أن “هناك ضرورة إنسانية وسياسية على حد سواء لإحراز تقدم” والوصول إلى سجون النظام، و”تأمين إطلاق سراح السوريين المعتقلين الذين يحتجزهم النظام بشكل تعسفي، لا سيما النساء والأطفال والمسنين”.
وطالبت السفيرة الأمريكية، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “إحاطة حول موضوع المحتجزين والمفقودين في سورية في الأسابيع المقبلة لتعبئة الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضية”.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أكدت في تقريرٍ لها صدر في شهر آذار الفائت، أن حوالي 128 ألفًا ما زالوا قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري، في سجون نظام الأسد والميليشيات التابعة له منذ عام 2011.
وسبق أن بعثت 50 منظمة مدنية سورية برسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولي، نهاية الشهر الماضي، طالبت فيها بالتحرك الفوري في قضية المفقودين والمعتقلين في سورية، مرحبين بصدور قرار مجلس الأمن رقم “2474” الذي صدر في الحادي عشر من الشهر الفائت بمبادرة من الكويت، لبحث قضية المفقودين، والذي يؤكد أولوية التعامل مع موضوع المفقودين، إلى جانب توصيات لتطبيق بنود القرار.
وبدوره أثنى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على موقف واشنطن تجاه قضية المعتقلين في سجون النظام، ودعا مجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والأمم المتحدة، إلى الضغط الحقيقي على الأطراف المؤثرة من أجل إجبار النظام على الكشف عن مصير عشرات الآلاف من المدنيين المختفين قسريًا، والإفراج الفوري عن آلاف آخرين معتقلين في سجون وأقبية النظام.
وتعتبر قضية المعتقلين إحدى أكبر ملفات جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد طوال السنوات الماضية، حيث أكدت عشرات التقارير الحقوقية مسؤولية نظام الأسد عن قتل عشرات الآلاف من المعتقلين بشكل ممنهج ومتعمد، حيث سرب الضابط المنشق “قيصر” 55 ألف صورة للمتوفين تحت التعذيب في سجون النظام.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري