أدانت عدد من الدول العربية والغربية الهجوم الكيماوي الذي شنته مقاتلات تابعة لنظام الأسد على السكان في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وهو ما أسفر عن سقوط نحو 100 شهيد ومئات الجرحى، فيما دعا بعض المسؤولين إلى توجيه ضربة عسكرية لمواقع النظام العسكرية.
وعبرت وزارة الخارجية السعودية يوم أمس الأحد، عن “قلق المملكة البالغ وإدانتها الشديدة للهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما”، مشيرةً إلى “أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سورية”.
ودعت المملكة، المجتمع الدولي، للتدخل سريعاً لحماية المدنيين في سورية، مشددةً على “ضرورة إيقاف هذه المآسي وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لو داريان، إن بلاده ستقوم بواجبها رداً على ما يشتبه أنها هجمات بغاز الكلورين على المدنيين في الغوطة الشرقية.
وأضاف الوزير الفرنسي أن “استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب”، وكانت فرنسا قد حذرت مراراً أن أي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية في سورية، خط أحمر، وأن ذلك سيدفع فرنسا لشن ضربات جوية.
بينا صرّح بابا الفاتيكان قائلاً: إن “استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سورية أمر غير مقبول على الإطلاق”، مستطرداً “لا توجد حرب جيدة أو حرب سيئة، ولا يمكن أن يبرر أي شىء استخدام مثل هذه الأدوات للإبادة ضد مدنيين عزل”.
وحث البابا فرنسيس القادة السياسيين والعسكريين على “اختيار الطريق الآخر: طريق المفاوضات، هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يحقق سلاماً وليس سلام الموت والدمار”.
وفي السياق نفسه أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، بشدة، الهجوم الكيماوي المروع الذي نفذه نظام الأسد يوم السبت الماضي، وجاء في بيانها الذي صدر يوم أمس: إن “هذه الجريمة المتكاملة في أدواتها ووسائلها وتنفيذها، تستدعي ردعاً حازماً ووقفة جادة من المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته، لردع هذا الإجرام ووضع حد لهذه المآسي الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها حتى يعود الحق إلى نصابه، وبغير ذلك ستستمر هذه المآسي إلى أروع منها وأشد بحق أبرياء لا يملكون حولاً ولا طولاً”.
وكانت هجمات النظام على دوما لم تتوقف منذ شباط الماضي، وذلك في حملة شملت كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، نتج عنها أكبر عملية للتهجير القسري منذ عام 2011، واعتبر ناشطون أن استخدام الكيماوي ضد المدنيين في دوما هو لإجبار الأهالي على الخضوع وخاصة بعد رفضهم عمليات التهجير القسري.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد حذر بمناسبات عديدة من مجازر إبادة جماعية بحق السكان في الغوطة الشرقية، إذا ما استمر العجز الدولي عن حماية المدنيين، واتخاذ إجراءات جريئة لتنفيذ القرارات الدولية. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري /وكالات