أكدت صحيفة بريطانية على أن الأمل لا يزال موجوداً بمحاسبة نظام الأسد بعد ارتكابه جرائم حرب واسعة بحق المدنيين في سورية، مشيدةً بالدعاوى القضائية ومذكرات التوقيف الصادرة مؤخراً عن المحاكم الأوروبية بحق مسؤولي النظام.
وقالت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية في مقالة نشرتها تحت عنوان “يجب محاسبة المسؤولين عن المعاناة السورية”، إنه على الرغم من أن روسيا تمنع محاولات التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد، إلا أن هناك بصيص أمل.
وأشار الكاتب “سايمون تيسدال” في مقالته إلى أن “البحث عن العدالة يجب ألا يخفي مسؤولية الديكتاتور السوري الرئيسية عن الحرب والجرائم التي ارتكبت فيها طوال الثماني سنوات الماضية، ولم يكن ليرتكبها دون أزلامه ومعاونيه من الإيرانيين وحزب الله والروس”.
وأضاف تيسدال أن “الأسد قاد حرباً أدت إلى اختفاء نصف مليون سوري، وشردت نصف سكان سورية البالغ عددهم 23 مليون نسمة، بشكل خلق أكبر أزمة إنسانية لم ترَ أوروبا مثلها منذ الحرب العالمية الثانية”.
وبيّن تيسدال أن “الأسد وداعميه الأجانب، خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مسؤولون عن غارات جوية قاسية، استهدفت المراكز المدنية من العيادات والمستشفيات والمدارس ومراكز المجتمع، بهدف ترويع وإجبار المعارضين على الاستسلام”.
وأردف الكاتب أن النظام “عذّب وقتل آلاف المعارضين والمتعاطفين معهم من الذين ألقى القبض عليهم، واستخدم الأسد، المدعوم من موسكو، الأسلحة الكيماوية أكثر من 100 مرة في خرق واضح لالتزامه بتفكيك ترسانته من الأسلحة الكيماوية التي تخلى عنها عام 2013”.
وأكد الكاتب على أن “البحث عن أدلة ليس صعباً، بل هي متوفرة بكثرة، ووثقت آلية التحقيق في الجرائم الخطيرة في سورية، التي أنشأتها الأمم المتحدة عام 2016، وبطريقة (مستقلة وحيادية ومن خلال آلية دولية) آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام”.
وقال الكاتب إن “الأرشيف المعروف باسم قيصر، الذي قام بتصوير 6700 جثة لأشخاص ماتوا في السجون، دليل واضح، وهناك شهادات من عانوا من التعذيب والقمع الذين سجلت شهاداتهم الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان”.
ونوّه تيسدال إلى أن “هناك بصيصاً من الأمل، حيث بدأت المحاكم الوطنية في أوروبا، وبضغط من الناشطين، في استخدام الصلاحية الدولية التي تمكن الدول من ممارسة القانون ضد من ارتكبوا جرائم حرب أين ما كان مكانها”.
وأنهى الكاتب مقاله بالقول إنها “جهود شجاعة تستحق الدعم والنجاح، وأمام العجز الدولي وفشل الحكومات فإن هذا هو الأمل الوحيد المتاح لجلب الأسد أمام العدالة”. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري