طالبت دولة قطر المجتمع الدولي بتقديم مجرمي الحرب في سورية إلى العدالة الدولية، بعدما أثبت تحقيق أممي مستقل استخدام نظام الأسد غاز السارين ضد المدنيين في بلدة خان شيخون في أبريل الماضي.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها يوم أمس، إن إفلات مجرمي الحرب في سورية من العقاب ساهم في تصعيد العنف والانتهاكات وارتكاب المزيد من الفظائع بحق الشعب السوري بصورة ممنهجة.
وشدّد بيان الخارجية على ضرورة التوصل إلى حل سياسي على أساس بيان جنيف1، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري.
وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في أول تقريرٍ رسمي لها عن جمع “كمية واسعة من المعلومات” تشير إلى أن طيران النظام يقف خلف الهجوم المروع بغاز السارين على خان شيخون.
وجاء في التقرير أنه “في الرابع من نيسان /أبريل استخدمت قوات النظام غاز السارين ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال”، وتابع التقرير أن “كل الأدلة الموجودة تقول بأن هناك ما يكفي من الأسباب الموضوعية للاعتقاد بأن القوات الجوية للنظام هي من ألقت قنبلة نشرت غاز السارين”.
وأوضح المحققون الذين لم تسمح لهم سلطات النظام بالدخول للقيام بتحقيقاتهم، أنهم استندوا في استخلاصاتهم إلى صور لشظايا صواريخ وصور عبر الأقمار الصناعية وإفادات من شهود عيان.
والتحقيق الجديد هو الرابع عشر الذي تصدره اللجنة الدولية المكلفة النظر في الفظاعات المرتكبة خلال الحرب التي يقودها نظام الأسد على الشعب السوري منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، والذي أوقع ما يقارب 500 ألف شهيد.
وحمّل التقرير الأممي نظام الأسد المسؤولية الكاملة عما لا يقل عن 23 هجوماً كيماوياً آخر في عموم سورية، ويعد تقرير يوم أمس أول تقرير صادر عن الأمم المتحدة يلقي المسؤولية رسمياً على عاتق قوات النظام.
وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في ردها الأولي على التقرير الأممي أن “أولئك المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سورية لم يواجهوا عواقب فعلية”، وقالت رايتس ووتش إن على مجلس الأمن الدولي والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية “اتخاذ خطوات عملية لتشديد الضغط على النظام حتى يتوقف عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ومحاسبة المسؤولين”. المصدر: المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري /وكالات