كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرٍ لها، عن السجون السرية لدى نظام الأسد، وكيف لجأ النظام إلى سحق معارضيه من خلال استخدامه كافة أساليب التعذيب والتنكيل بهم في السجون والأقبية.
وجاء التقرير الذي أعدته، آن برنارد، تحت اسم “داخل سجون التعذيب السرية في سورية: كيف سحق بشار الأسد المعارضة”، حيث التقت الصحفية بناجين ومعتقلين سابقين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب لمشاركتهم في المظاهرات السلمية.
وعن الإهانات التي يتعرض إليها المعتقل في سجون النظام، تذكر الصحيفة أنه من أجل الترفيه طالبَ ضابط يطلق على نفسه اسم “هتلر”، من المعتقلين بتقليد الكلاب والحمير والقطط وضرب من لم يستطيعوا النباح، والمواء أو النهيق.
ونقلت الصحيفة عن معتقل سابق لدى النظام، يدعى محمد غباش، الذي اعتقلته السلطات الأمنية بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية بحلب، أنه أحصى في أحد السجون التي نُقل إليها 19 معتقلاً ماتوا من المرض والتعذيب والإهمال في شهر واحد.
وتذكر الصحيفة أن القوات العسكرية لنظام الأسد بالتعاون مع حلفائه قاموا باعتقال ورمي عشرات الآلاف من المعارضين في أقبية السجون حيث تعرضوا للتعذيب والقتل، ومات تحت التعذيب حوالي 14.000 معتقلا، واختفى 128 ألف شخص، بناء على تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وتقول الصحيفة إنها قابلت على مدى السنوات الماضية الناجين من المعتقلات، واطلعت على كم هائل من الوثائق والمذكرات، وفحصت مئات الصفحات من شهادات شهود قدمت لمنظمات حقوق الإنسان وكانت قادرة على رسم صورة عن نظام السجون منذ انطلاق الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 إلى تاريخ اليوم.
وتلفت الصحيفة في تقريرها إلى عثور محققين يعملون مع “المفوضية للعدالة والمحاسبة الدولية” على مذكرات حكومية أمر فيها المسؤولون بالقمع وناقشوا قتل المحتجزين، ووقّع على المذكرات كبار المسؤولين بمن فيهم أعضاء اللجنة المركزية لإدارة الأزمة، والتي ترتبط مباشرة بالأسد.
وقالت الصحفية إن شهادات الناجين تشبه ما ورد في مذكرات المسؤولين وتتطابق مع الصور التي هربت من داخل السجون السورية، وهو ما يؤكد أن نظام السجن كان جزءاً مهماً وعضوياً من جهود الأسد لسحق المعارضة المدنية ودفعها لمواجهة مسلحة ليست قادرة على الفوز بها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من إصدار المسؤولين الألمان والفرنسيين مذكرات اعتقال لمسؤول الأمن القومي علي مملوك، وجميل الحسن، مدير المخابرات الجوية، إلا أن الأسد وجنرالاته لا يزالون في السلطة تحميهم القوات الروسية والفيتو الروسي في مجلس الأمن.
وتؤكد شهادات الناجين من سجون النظام أن التعذيب لم يتوقف حين التنقل بين السجون والأقبية في القواعد العسكرية، متحدثين عن اغتصاب النساء والأطفال دون سن الخامسة عشرة في 20 فرعاً للمخابرات، حيث يورد التقرير حديث ناجية في 23 من عمرها كيف تعرضت لاغتصابٍ متكرر على يد المحقق في فرع المخابرات بحماة، لأنها ساعدت المتظاهرين.
وترى الصحيفة أن نظام السجن في زمن بشار الأسد توسع عن ذلك النظام الذي بناه والده حافظ الأسد الذي سحق معارضة الإخوان المسلمين في مدينة حماة عام 1982 مدمراً معظم أحيائها حيث اعتقل جنوده آنذاك آلافاً من الأشخاص، إسلاميين، يساريين، بشكل عشوائي.
وسبق لـ “المركز السوري للعدالة والمساءلة” أن كشف في تقريرٍ له حول “العنف الجنسي” في سورية، أوائل شهر نيسان الفائت عن حالات عدة لناجيات تعرضن للعنف الجنسي في سجون النظام.
وكانت منظمات حقوقية قد أكدت تعرض نساء وأطفال ورجال سوريين للعنف الجنسي في سجون النظام منذ بداية الثورة السورية، في حين يصعب توثيق العدد الحقيقي لهذه الانتهاكات أو توفير أرقام وإحصائيات دقيقة لمجمل الانتهاكات في أقبية وسجون النظام. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري