أظهرت وثيقة مسربة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق، علم المنظمة بوجود مجاعة في مضايا منذ أشهر.
وكشفت الوثيقة التي نشرتها مجلة “فورين بوليسي” أن الأمم المتحدة لم تتحرك للضغط لإرسال مساعدات إلى مضايا، إلا عندما بدأت صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالظهور في وسائل الإعلام.
وأصدر المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوشا” في السادس من كانون الثاني / يناير الحالي نشرة مقتضبة تحدث فيها عن الأوضاع المأساوية وسوء التغذية المزمن والحاجة الملحة لإيصال المساعدات إلى مضايا، إلا أن النشرة لم تخرج للعلن وبقيت داخلية من دون توضيح السبب.
في هذه الأثناء، اتهمت هيئات الإغاثة العالمية والسورية، الأمم المتحدة بإعطاء الأولوية لعلاقاتها مع نظام الأسد على حساب مصير أهالي البلدة المحاصرين، إضافة إلى عدم إلقاء المسؤولية على أي طرف كان أو حتى الإشارة إلى الحصار الذي فرضته قوات النظام وميليشيات حزب الله على مضايا.
واعتبر مسؤولو الإغاثة في سورية أن التعامل الأممي مع أزمة مضايا يدل على الخنوع لنظام الأسد.
وفي رسالة مفتوحة للأمم المتحدة، أشار هؤلاء إلى أن السعي وراء الموافقات من النظام لإدخال المساعدات إلى مضايا كان غير ضروري في ضوء قرار مجلس الأمن الأخير.
الرسالة التي تم تبنيها في حملة تضامن حول العالم اتهمت موظفي الأمم المتحدة في دمشق بأنهم إما مقربون جدا من النظام أو خائفون من إلغاء تأشيراتهم من قبل نفس الأطراف التي كانت مسؤولة عن تجويع مضايا، في إشارة إلى النظام وميليشيا حزب الله.
من جهته، رد مكتب “أوشا” أخيرا بتصريح اعتبر فيه أن الأولوية كانت لتحقيق تفاهم واسع يقضي برفع الحصار عن كامل المناطق المحاصرة في سورية.
جدير بالذكر أن هذه الوثيقة المسربة هي مذكرة داخلية للأمم المتحدة حول مضايا، ولم تكن معدَّة للنشر.