ذكر المحامي اللبناني المتخصص بالقانون الدولي، طارق شندب، أن القضاء الأمريكي يمتلك الصلاحية اللازمة لمحاكمة نظام بشار الأسد على مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين في سورية عام 2012.
وقال شندب خلال تصريحٍ لوكالة “سمارت” الإعلامية يوم أمس، إن المحكمة الأمريكية التي حمّلت النظام المسؤولية عن مقتل “كولفين” تملك الصلاحية الخارجية لملاحقة المجرمين، لافتاً إلى أن آلية الحكم يمكن أن تنفذ عبر الحجز على أموال الأشخاص الذين يشملهم الحكم، والمودعة في البنوك الأجنبية.
وأشار شندب إلى أن جهاز “الإنتربول” الدولي لديه الصلاحية بتطبيق القوانين ضد الأشخاص الذين أصدرت أحكام بحقهم، في ظل غياب المحاكم الدولية، معتبراً أن ذلك يمكن أن يكون بداية لأحكام أخرى في واشنطن وغيرها من البلدان بحق شخصيات النظام.
ولفت شندب إلى أن بعض الدول تمنح محاكمها الصلاحية بالنظر في الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتي تقع خارج حدودها، مؤكداً أن قانون “قيصر” الأمريكي يتيح محاكمة الأشخاص الذين على صلة بنظام الأسد، الأمر الذي يعطي اختصاصاً دولياً للمحاكم الأمريكية.
جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، عن سعيها للضغط من أجل دعم التحقيق في جرائم ارتكبها نظام الأسد، وتعليقاً على قرار المحكمة الجزائية الأمريكية في مقاطعة كولومبيا والقاضي بمسؤولية النظام عن اغتيال “كولفين”.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد أقر في 23 من الشهر الفائت، قانون عقوبات جديد على النظام وداعميه تحت اسم “قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية” نسبة للمصور الذي سرب صور عشرات آلاف المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام.
وفي السياق ذاته سبق أن أصدر القضاء الفرنسي في شهر تشرين الثاني من عام 2018، مذكرات اعتقال دولية بحق ثلاثة من كبار المسؤولين لدى مخابرات النظام، من بينهم مدير مكتب “الأمن القومي” علي مملوك، الذي يعتبر المسؤول الفعلي عن معظم أجهزة الأمن التابعة للنظام.
كما جمع محقق كندي نحو مليون وثيقة تحمل بعضها توقيع رأس النظام بشار الأسد، وتثبت مسؤوليته عن ارتكاب جرائم الحرب في سورية طوال السنوات الماضية، بهدف تقديمها للمحاكم لاحقاً.
يشار إلى أن أسرة الصحفية الأمريكية “ماري كولفين” التي قتلت في سورية عام 2012 قدمت دعوى أمام محكمة أمريكية تتهم فيها نظام الأسد بتعمد قتلها، حيث قتلت كولفين مع المصوّر الفرنسي ريمي أوشليك في مدينة حمص المحاصرة عام 2012 أثناء تغطية أحداث الثورة السورية. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري