شارك رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، ونائبا الرئيس عبد المجيد بركات وعبد الحكيم بشار، في فعالية تعارفية اجتماعية واسعة، أقامها تجمع تركمان سورية في بلدة راعل بريف حلب.
وحضر الفعالية عدد من أعضاء الهيئة السياسية والهيئة العامة في الائتلاف الوطني، ورئيس تجمع تركمان سورية محمود سليمان، وعدد من أعضاء التجمع، إضافة إلى وجهاء من العرب والكرد في المنطقة، وعدد من التجار والصناعيين وممثلين عن النقابات والمجالس المحلية.
وأكد البحرة أهمية هذه الفعاليات التي تجمع أطياف وشرائح من المجتمع السوري، مشيراً إلى أنها تمنحهم الفرص لحوار جدي حول وطنهم والحديث مع بعضهم البعض فيما يواجههم من تحديات ومعوقات، وسبل إيجاد الحلول لها، والحوار حول سورية المنشودة التي يطمحون إليها.
وشدد البحرة على أن السوريين اليوم باتوا أقرب إلى بعضهم البعض، حيث إن رحلة النزوح واللجوء وبرغم المعاناة والمخاطر التي عاشوها خلالها، كانت فرصة لهم للتعرف على بعضهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم التي شكل خليطها التراث السوري الجامع، وكشفت جميع الفتن التي كانت مخابرات النظام تحيكها لإثارة الفتن بين مكونات وأطياف المجتمع السوري.
كما أكد البحرة أننا نطمح للوصول إلى دولة المواطنة المتساوية، التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات، بعيدة عن أي تمييز لأي سبب كان، هذه الدولة تعزز الهوية الثقافية لكافة أطياف ومكونات الشعب السوري وتظهرها كجزء أساس من تراثه، مشدداً على أن سورية فريدة وغنية بتنوعها الحضاري والثقافي والأصول المتعددة لشعبها.
وقدم البحرة شرحاً عن مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية، وأكد أهمية البدء بالتفكير على أسس التشاركية في الأعباء وإنجاز المهام وفق خطة تكاملية تتيح لجميع الجهات الفاعلة، من مؤسسات رسمية للثورة ومنظمات وأفراد العمل معًا، لرفع المعاناة التي يعيشها الشعب السوري وتحقيق تطلعاته نحو العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية.
وتحدث البحرة عن ضرورة العمل على النهوض بالشمال السوري، للانتقال من مساعدات السلل الغذائية، إلى تعزيز القدرات الإنتاجية فيه، كما أشار إلى أن تدوير الاقتصاد المحلي في تلك المناطق يتيح الفرصة للسوريين للبقاء في وطنهم عوضًا عن اللجوء إلى دول أخرى.
وشدد البحرة على أن الاهتمام الدولي بسورية ومعاناة شعبها يتضاءل بسبب ازدياد وتزاحم الأزمات الدولية والأوضاع الاقتصادية في عدة دول مانحة حيث قامت بتخفيض ميزانياتها للمساعدات الإنسانية في كافة دول العالم، بينما هذه الاحتياجات تتزايد كل عام في سورية، لافتاً إلى أن الائتلاف الوطني كمكون أساسي من مكونات هيئة التفاوض السورية التي ستشارك في فعاليات مؤتمر بروكسل القادم، سيعمل معها على طرح كافة هذه القضايا ودفع الدول للإيفاء بتعهداتها تجاه الشعب السوري.
وشدد البحرة على أن السبيل الأهم لتغيير طريقة التعامل الدولي تجاه سورية وتطلعات شعبها التي ثار من أجل تحقيقها يكمن في تغيير الواقع السوري، وأكد أنه للوصول إلى هذه الرؤية، نحتاج إلى التعاون وتقاسم الأعباء، لأن حجم العمل والمسؤولية كبير.
من جهته، قدم نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الحكيم بشار الشكر للقائمين على هذه الفعالية، وأكد أن النظام كان يسعى إلى إثارة الفتن بين أبناء الشعب السوري، وجاءت الثورة السورية لتكشف كذب النظام.
ولفت بشار إلى أن الثورة السورية جعلت مختلف أبناء الشعب السوري يعرفون بعضهم البعض، ويهدمون الحواجز التي بناها النظام فيما بينهم، وخاصة أن الجميع الآن يعيش الألم ذاته، ويملكون آمالاً وطموحات مشتركة.
وقال بشار إن على أبناء الشعب السوري أن يفكروا معاً في الطريقة الأفضل لبناء سورية جديدة يفخر بها جميع السوريين وتعيد لهم ثقتهم بأنفسهم.
وشدد بشار على أن نظام الأسد هو نظام وظيفي لكن صلاحيته انتهت ولم يعد قادراً على تقديم الوظائف الموكلة إليه، وتحول إلى عصابات لتصدير الإرهاب والمخدرات، وأكد في الوقت ذاته على أهمية المحاسبة والمساءلة لمن ارتكب جرائم حرب بحق الشعب السوري.
وختم حديثه بالتأكيد أن تنظيم PKK الإرهابي، هو تنظيم ضد الكرد ومصالحهم قبل أن يكون ضد أي مكون آخر.
فيما رحب نائب رئيس الائتلاف الوطني عبد المجيد بركات بجميع الحضور، وأكد أهمية الاستمرار بإقامة هذه الفعاليات واللقاءات، والإبقاء على الحالة الوطنية السورية التي تضم جميع أبناء الشعب السوري، وتكون نموذجاً حضارياً يعبر عن حقيقة أخلاقيات الشعب السوري.
من جانبهم، تحدث الحضور حول أهمية هذه اللقاءات، والوصول إلى قيادة مشتركة تمثل المشروع الجديد لسورية الذي أنتجته الثورة السورية بعد أكثر من 13 عاماً على انطلاقها.
وتحدث الحضور عن النتائج السلبية التي تعيق التقدم في المناطق المحررة نتيجة عدم التنسيق والتعاون بين الجهات المختلفة، والعمل بشكل منفرد دون الإيمان بأهمية العمل المشترك.
وأوضح الحضور أن هناك مشاكل كبيرة في مختلف القطاعات، وتحتاج إلى إصلاحات جذرية، مشيرين إلى ضرورة الاستفادة من جميع الطاقات والخبرات والشهادات الموجودة في المناطق المحررة، ووضعها في المكان الصحيح لتحسين أداء جميع المؤسسات.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري