ّإنّ مقولة القضية الكًردية بحاجةٍ إلى حلٍ وطني عادل، في سياق وضع الحلول لجميع القضايا الوطنية في سوريا المستقبل، لا يختلف عليها شخصان وطنيان، ممن يعملون في أو يؤمنون ب/ مشروع إقامة الدولة الوطنية السورية، بعيداً عن الاستسلام للانتماءات و الخطابات ما قبل الوطنية، لا يختلف عليها اثنان ممن ينطلقون من شعار تأسيس وتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة التنوع القومي و الديني و الثقافي و …، لكن مصيبة الكُرد السوريين كانت و لا تزال، بالإضافة إلى العقلية العدوانية للنظام، المستندة على مقتضيات استمرار احتكار السلطة والثروة، وبالإضافة للعقلية العنصرية المتخلفة، والتبعية الساذجة المبنية على الأفكار المسبقة الصنع، ذلك لدى نسبة غير قليلة من السوريين، سواءً ممن في المعارضة أو من الرماديين، لأسباب منها فقر في معلوماتهم عن حقيقة القضية الكُردية، وبالتالي تصديقهم الروايات الكاذبة للسلطات السورية المتعاقبة، حيث تعذّر وصول حقيقة الرواية الكُردية الوطنية إلى تلك الشرائح، بسبب ضعف الإعلام الكُردي الوطني المدافع، وحيداؑ، عن القضية الكُردية، حيث غياب أو ضعف التيار الوطني السوري الملتزم بتبنّي قضايا عموم مكونات الشعب السوري بجديةٍ و موضوعية.
و بسبب شدة ممانعة النظام لنشر الثقافة والخطاب الكُردي الجاد، إضافةؑ إلى الآفة السورية العامة والكُردية الخاصة، المتمثّلة بقبول معارضاتها الوطنية الشخصيات والكتل التي تنتحل صفة “الشخصية الوطنية ” أو الحزب أو التيار السياسي، بدون أن يكون لها موقع ثابت… فتراها متحوّلة، ما بين الموالاة والمعارضة، تتناسب مع كلّ الأوقات والسلطات الرسمية وغيرها، دون أن تكلّفها مسيرتها الحرباوية أية خسائر…إذ لا معاناة لها، لا ملاحقات أو اعتقالات أو أيّ تضحياتٍ، لا تُحرَم من المكاسب و لا تعاني من أيٍّ من تلك السلطات…تَراها تسير بكلّ يسرٍ في طريقٍ مزدوج ( أتوستراد) ذهاباً إلى أوساط النظام في العتمة، و إياباً إلى المعارضة تحت الضوء…وهي لا تحمل في خطابها العلني إلا جمل وعبارات عامة، تناسب كلّ الأشهر والفصول والحقب، لا تحمل أيّ رفضٍ أو فضحٍ لأيّ سلطةٍ، فهل يا ترى هذه الممارسة – القبول – من المعارضات الوطنية نابعة من قوة روح التسامح لديها، أم أنها نوع من المساومة مع النظام، حيث – المعارضات – تحتفظ بشعرة معاوية معه – النظام – عبر قبول الأجسام المتأرجحة المزدوجة الاتجاهات ،المحسوبة عليه بالنتيجة …أم أنها سعي لتوسيع انتشارها – المعارضات – في مختلف الأوساط و منها تلك المزدوجة، أم ماذا ؟.
على كلٍّ ..أعتقد جازماً بأنّ قبول ( المعارضات المزدوجة ) هو قبول تسلّق الانتهازيين و المشبوهين، وإحباط النشطاء في الأوساط الشبابية الجادة، وهو بالتالي قبول بتشويه حقيقة القضية، سواءً السورية العامة أم الكُردية الخاصة، واستسهال للنيل من تضحيات المناضلين من الشهداء والجرحى و المعتقلين السياسيين والمنفيين و المغيّبين و المهجّرين… أولئك الذين بدؤوا الأنشطة الثورية المطالبة بالتغيير الذي يحقّق العدل و الحرية و المساواة ،و دفعوا أكبر الأثمان.