حقول الغاز في سورية
فيصل عبد العزيز الزامل
نقل مسؤول كبير في وزارة الداخلية لأصدقائه في الديوانية تفاصيل جريمة مروعة اضطرته للتواجد بموقع الحدث الساعة الثانية فجرا –قبل سنوات– فقال له أحد الجلساء «اللي مكتوب بالجريدة هو: كذا.. كذا، مو مثل ما تقول..»، نظر إليه المسؤول بحدة وهو يقول: «الشرهة علي، اللي قاعد أشرح لك.. العب!» كانوا يلعبون الورق، سبب غضبه ان هذا المتحدث يترك كلام مسؤول متواجد في موقع الحدث وينقل عن محرر ربما هو أيضا ناقل عن غيره، في حديث اليوم سنستمع الى شخص تواجد في حقول الغاز السورية، ومن لا يتقبل المعلومة إلا من (…) فليتجاوز هذه المعلومات.
* قال: «أعمل في تمديد خطوط الغاز والنفط تصميماً وتنفيذاً واشرافاً في تدمر وبادية حمص والرقة، وهي مناطق تحت سيطرة داعش، شكليا، أما أنا فأعمل عند النظام السوري..»، وتابع الكلام «لا تستغرب، من رأى ليس كمن سمع، نعم في ارض الدواعش وحمايتهم وتقديمهم خدمات وتسهيلات العمل والدعم اللوجستي والعمل لمصلحة النظام».
* لكن كيف وإلى أين تتجه هذه الانابيب؟
قال: «نحن نعمل في مشروع توينان، بالقلمون، وهو ضخم جدا لم ينته منذ ما قبل 2008 والعمل مستمر فيه لتصنيع الغاز ونقله، تقوم بتنفيذه شركة روسية بكلفة خيالية تقدر بأكثر من عشرين مليار دولار، لأن القرن الحالي يعتبر «قرن الغاز»، ويعتبر هذا المشروع ثاني أكبر بئر للغاز في العالم، الخبراء الروس والعمال المحليون يقومون بأعمالهم وكأن لا شيء يحدث حولهم، وقد سارع النظام والدواعش وحزب الله للسيطرة على القلمون منذ بدء الأحداث، وهي لديهم أهم من دمشق.
* كلامك مقنع ومنطقي.
تابع: «يا أستاذ هذه ليست استنتاجات قابلة للصح والخطأ، أنا من أصمم وأشرف على كل مشاريع تمديد الخطوط واعرف المنطقة شبرا شبرا»
* ولكن داعش سيطرت على مناطق عسكرية للنظام هناك وقتلت المئات بعد معارك طاحنة.. فكيف تريدني ان اقتنع تماما بعلاقتها مع النظام؟
ضحك.. واستمر قائلا: «طاحنة؟! لن تصدق اذا قلت لك انه لا توجد معارك لا هناك ولا في تدمر، الذي حدث يا صديقي هو انسحاب منظم ومتفق عليه، حيث قام النظام بسحب كل الجنود العلويين، وأبقى الجنود من السنة مع أوامر بعدم إطلاق النار ابدا، فدخل الدواعش دون أي اشتباك وقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا».
تابع: «هذا الجزء من سورية تابع لروسيا بموجب عقود وتفاهمات بين النظام والروس، منذ ما قبل الثورة عبر شركاتها سويوز نفت غاز وتات نفت، ومن الطبيعي ان تتم حمايته من قبل جنود روس، بل %50 من تركيبة داعش هم من الروس المدربين تدريبا عاليا، ألا تلاحظ ان روسيا لم تنفذ طلعاتها الجوية على مناطق الدواعش؟! ألم تتساءل عن سرعة وسهولة تحركات داعش في صحراء مكشوفة الى تدمر وسهولة السيطرة عليها؟! الحقيقة المرة أن روسيا صنعت داعش بالاتفاق مع النظام ودول أخرى، وتوسع داعش كان بتخطيط مسبق بينها وبين النظام، لتأمين خطوط وآبار الغاز الذي لن تستطيع ان تتخيل حجمه ونوعيته، يا سيدي.. روسيا جاءت تطالب بحقها في هذا المشروع بناء على بيع النظام لها وبشكل سري قبل الثورة»، انتهى.
لقد علمنا -متأخرين- أن سبب افشال حكم مصدق في ايران في 19 / 8 / 1953 هو تأميمه للنفط، وأن سماح الانكليز بالإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم بسبب اعتراضه على الشروط الجائرة في اتفاقية الامتياز الموقعة١٩٣١، بل حرمان العراق من نسبة الـ%20 التي نصت عليها اتفاقية سان ريمو، ومطالبته بإعادة المناطق غير المستثمرة .. الخ.
وسنعلم عن حقول الغاز السورية ودورها فيما يجري أيضا بعد سنوات طويلة، على عادتنا، السبب أن المحرر لم يخبرنا بعد!
( للمزيد / http://alarab.co.uk/?id=63244 )
المصدر: القبس