المونيتور: هل يمكنك أن تخبرني المزيد عن رحلتك إلى واشنطن؟ بمن التقيت المنتدى الأمريكي حول سياسة سورية بين 26-27 تشرين أول؟ وما هي الأهداف التي تتبعونها هنا نيابة عن الائتلاف؟
سيف: قبل كل شيء، هذه الزيارة ليست برنامجاً للقاء مسؤولين من إدارة دونالد ترامب، بل الهدف هو لقاء أشخاص من الجالية السورية. في رأيي، كانت هناك أوجه قصور في بناء علاقات مع الإدارة ومع أعضاء الكونغرس، إنه تقصير من الجالية السورية هنا.
في اليوم الأول من المؤتمر، كان لدينا 21 من أعضاء الكونجرس الذين يدعمون الثورة السورية، وقد وأكدوا دعمهم ويمكن اعتبارهم أصدقاء للشعب السوري، ونأمل في البناء على هذه العلاقة وتطويرها مع الكونغرس. ومنذ لحظة وصولنا إلى هنا منذ يومين، لم يكن لدينا أي خطة للقاء مسؤولين من الإدارة الأمريكية لأن هذا الاجتماع يتطلب استعدادات مسبقة.
وفي الآونة الأخيرة، عزز الائتلاف نفسه ويضطلع بدور أوسع وأقوى، ويوجد لدى الائتلاف الآن مهمتان، وتتمثل إحدى المهام في أن علينا واجب التمثيل السياسي والتعبير السياسي، وقد كان أداء الائتلاف مقبولاً في هذا الصدد.
والمهمة الثانية هي إدارة المناطق المحررة من أجل عدم ترك فراغ بعد انسحاب قوات النظام، ولكن بسبب ظروف معينة، لم يتمكن الائتلاف من الاضطلاع بهذا الدور، وقد تسبب هذا في معظم الضرر، وقد شغل هذا الفراغ في السلطة من قبل الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وقد حاولنا تجنب كل هذه الأخطاء، وبعد الكثير من الإصرار تمكنا من استعادة المعابر الحدودية من بعض الفصائل العسكرية، وسيتبع ذلك خطوات سريعة أخرى وسوف يتم تقديم الخدمات وأشياء أخرى. وسيتم ذلك بتنسيق وتعاون مع الحكومة التركية.
وفيما يتعلق بالرقة، نأمل أن نؤسس مجلساً محلياً مؤلفاً من سكان المحافظة.
المونيتور: وليس من وحدات حماية الشعب الكردية؟
سيف: لا. سيكون هذ أـمر بالغ الصعوبة، لكن دور الائتلاف وحكومته المؤقتة سيكون مهماً جداً وحاسماً من أجل ضمان الاستقرار. وبطبيعة الحال سوف يتم الشيء نفسه في إدلب بعد التخلص من جبهة النصرة، وسينطبق ذلك في جميع مناطق خفض التصعيد الأخرى لتخفيف مثل دير الزور وغيرها.
المونيتور: لقد ذكرت أنك تريد أن يحكم السكان المحليون أماكن مثل الرقة. هل أيدتم القرار الأمريكي بتسليح وحدات حماية الشعب لاستعادة الرقة؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فما هي الإستراتيجية التي تفضلون؟
سيف: لا يمكن لأهل الرقة أن يقبلوا احتلال وحدات حماية الشعب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فهناك شعور بالظلم والغضب الذي يتزايد داخل سكان الرقة بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب. لدى وحدات حمایة الشعب تاريخ أسود وسجل أسود في سورية لأنهم هجّروا کثیراً من السوریین من مناطق مختلفة.
حتى لو كانت الولايات المتحدة تريد مكافأة وحدات حماية الشعب على مشاركتها في تحرير الرقة، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب سكان الرقة. يجب أن يكون مجلس محافظة الرقة متماشياً مع التوزع الديمغرافي للسكان في الرقة، ويجب احترام حقوق الإنسان.
هذا هو الحل الأمثل. ولكن استمرار الوضع كما هو عليه الآن يهدد بنشوب صراع أهلي في الرقة.
المونيتور: ستجري الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية في أستانا يومي الاثنين والثلاثاء، هل ستحضرون المحادثات؟ وما هي النتيجة التي نأمل أن تظهر؟
سيف: إن الائتلاف لا يشارك رسمياً في أستانا. ومع ذلك، هناك عدد كبير من أعضاء أستانا الذين يأتون من الفصائل العسكرية الممثلة في الائتلاف، كما أن الخبير القانوني في أستانا هو أيضاً من الائتلاف، لكنه يذهب إلى هناك باسمه الشخصي وليس كممثل للائتلاف.
لدينا بعض المخاوف بشأن أستانا، ونحن قلقون من أن أستانا سوف تحل محل عملية جنيف وتكون بديلاً عنها جنيف وهو ما يخطط له الروس برأينا.
وإذا كانت أستانا هي الحل الداخلي، فإن ذلك سيكون كارثياً ومدمراً جداً بالنسبة للشعب السوري، فمناطق خفض التصعيد الأربعة تتطور بطريقة خطيرة جداً وسوف تتحول إلى أربعة بلدان. يقولون إن مناطق خفض التصعيد الأربعة هذه ستدوم فقط ستة أشهر ولكنها قابلة للتجديد. قد تمتد هذه المدة، وقد يستمر ذلك لعشرات السنين أو ربما إلى الأبد.
وبالتالي لا نتوقع الكثير من أستانا، ونأمل أن يعاد تفعيل مسار جنيف لأن الحل السياسي هو الحل الوحيد في سورية والذي يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
المونيتور: هل شرحتم مخاوفكم للحكومة التركية وبعض الفصائل العسكرية في الائتلاف؟ هل كانوا متقبلين؟
سيف: لقد كان الجواب هو أن أستانا لا يمكن أبداً أن تكون بديلاً لجنيف وأنها تولي اهتماماً لذلك مع تدقيق كبير. ولكن من التجربة السابقة، لدينا الكثير من المخاوف وهم يعرفون مخاوفنا لأن الروس هم المهيمنون، وقد تم تنفيذ جميع خطط روسيا بنجاح بسبب غياب دور الأمريكي والقوة الأمريكية.
المونيتور: اختارت إدارة ترامب وقف تسليح المعارضة ضد النظام، والولايات المتحدة لديها دور المراقب فحسب في أستانا. ماذا تفعل مع هذا الدعم المنخفض للمعارضة؟
سيف: التحالف والتعاون بين الولايات المتحدة والفصائل يمر بمجموعة من التجارب الفاشلة لأن الولايات المتحدة وضعت شرطاً لهذه الفصائل بأن تقاتل فقط داعش وليس النظام أو أي شخص آخر، وقد خذل الأميركيون هذه الفصائل وقرروا التوجه إلى وحدات حماية الشعب والتحدث إليهم لأن الأمريكيين لن يرسلوا قوات برية.
مع الإدارة الحالية، لدينا هدفان مشتركان: الأول هو مكافحة الإرهاب، والثاني هو التصدي للنفوذ الإيراني في سورية وفي المنطقة مع منع الروس من ممارسة المزيد من القوة والسيطرة في المنطقة. نحن نريد من الإدارة الأمريكية أن تنظر إلى الائتلاف كشريك يمكن الوثوق به والاعتماد عليه من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
المونيتور: قلت إنك لم تكن راضياً عن الضغط السابق الذي مارسه الائتلاف في السابق، ماذا سيكون النهج الخاص بك؟
سيف: سيكون لدينا مكتب دائم هنا في واشنطن بالتعاون مع الجالية السورية. ومن الآن فصاعداً سنركز على الحليف الأهم بالنسبة لنا، ألا وهم الأمريكيون. وكان هناك إجماع في الرأي بشأن هذا الموضوع وقريباً سوف يتحول هذا الكلام إلى عمل.
المونيتور: هل وضعتم جدولاً زمنياً تقريبياً لكل هذا؟
سيف: لدينا محادثات واتصالات مستمرة مع وزارة الخارجية من خلال مايكل راتني. سيكون لدينا قريباً مكتب هنا في واشنطن مع ممثلين من الجالية الأمريكية السورية وممثل عن الائتلاف، ولكن الائتلاف دائماً على اتصال مع راتني وغيره من المسؤولين.
المونيتور: الآن بعد أن هزم تنظيم داعش تقريباً، ماذا تريد الولايات المتحدة أن تفعل في سورية؟
سيف: الحل السياسي في سورية، أي الانتقال السياسي، لا يمكن أن يتم بدون اتفاق أمريكي-روسى. إذا كان الأمريكيون مقتنعون بحل سياسي في سورية، فإن إقناع الروس ممكن. يجب أن يكون للأميركيين دور في هذا الأمر لأن الائتلاف هو الهيئة الوحيدة المعارضة التي لديها اعتراف دولي. إننا بحاجة إلى دعم سياسي وعسكري واقتصادي من الولايات المتحدة. وإن كان الائتلاف قوياً، فإنه سيحقق التوازن على أرض الواقع وسيجبر النظام على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي فالنظام لا يقبل حالياً أي حديث عن الانتقال السياسي.
المونيتور: ذكرتم أنه بعد أن قاتلت المعارضة النظام، كان هناك فراغ ملأته جماعات مثل داعش وجبهة النصرة. لكن بعض الفصائل التي يمثلها الائتلاف قاتلت جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة وجماعات سلفية أخرى مثل أحرار الشام. فما هو موقف الائتلاف بشأن ما ينبغي عمله مع هؤلاء الحلفاء؟ وماذا يفعل الائتلاف للحد من نفوذهم؟
سيف: إن أحد الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبناها هو عدم مكافحة الإرهاب في مراحله الأولى، لم نتعامل مع المراحل الأولى للتطرف منذ بدايته بسبب الاحباط الذي كنا نمر به. ولا واحدة من الفصائل الثورية الـ 15 التي نمثلها في الائتلاف هي متطرفة في موقفها، بما فيها أحرار الشام وجيش الإسلام.
أحد أهم إنجازات الثورة هو أن السكان لم يعتنقوا أفكار المتطرفين، ليس هناك دور للسياسة الإسلامية في ذلك، والإسلام السياسي لن يكون له أي دور رئيسي ولا ينبغي أن نستخدم القوة لإدخال الدين في السياسة.
المصدر: ترجمة وتحرير المكتب الإعلامي للائتلاف، رابط المقابلة الأصلي
