يتناول هذا التقرير تفاصيل أحداث ومعاناة السجناء والفظائع التي تحدث فيه حيث يسقط الشهداء فيه يومياً إما بلإعدام أو بالمرض أو بالجوع. أعد هذا التقرير من خلال شهادات سجناء لا زالوا إلى اليوم في السجن وبعضهم قد يكون استشهد أثناء كتابة التقرير، كذلك من خلال متابعة ذوي الضحايا والنشطاء وتقارير منظمات حقوق الإنسان.
يقع سجن حلب المركزي على أطرف مدينة حلب، المدنية الثانية في سورية، وهو سجن مدني يتبع رسمياً لوزارة الداخلية، ويضم ما يقارب 4500 سجين، بينهم سجناء سياسيون ومنشقون عسكريون، لكن السجن أصبح السجن معقلاً للجيش والشبيحة، ثم تحول معتقل رهيب منذ أن بدأت معارك تحرير حلب. يحكي سجن حلب جزءاً من معاناة السوريين الفظيعة في مواجهة نظام الأسد، وكيف أصبح مجرد غرفاً لانتظار الموت الذي أصبح أمنية لسجنائه، قتل فيه وأعدم ما يقارب الـ150 سجيناً بالرصاص أو بالتعذيب، كما مات فيه عشرات المرضى لقلة الدواء والغذاء.
في منتصف شهر أيار الماضي، استطاع الجيش الحر طرد القوات النظامية من مبنى توسعة غير مكتملة للسجن، وأحدث فتحة في الجدار المحيط بالسجن الرئيسي. حيث قام أكثر من 750 مقاتل من الثوار وفصائل من الجيش الحر منها حركة أحرار الشام ولواء التوحيد بشن هجوم واسع على السجن وقد سيطروا على البناء الجديد فيه بعد تدمير البوابة الرئيسية، ولكن الثوار السوريون أحبروا على وقف الهجوم بعد قيام القوات النظامية بإطلاق النار على نزلائه وإلقائهم من النوافذ.
في 26/7/2013 أكد الائتلاف الوطني السوري أنه تواصل مع المجموعات التي تحاصر سجن حلب المركزي، وأكدت له سماحها لدخول أي إغاثة إضافية إلى السجن عبر الهلال الأحمر مع التعهد بحماية فرق الإغاثة، فيما أكد الصليب الأحمر دخول المعونات الإغاثية إلى سجن حلب المركزي عبر الهلال الأحمر السوري خلال الأيام القليلة الماضية. لقد مضى عام على إغلاق الغرف ومنع الزيارات والتنفس في سجن حلب، وفرض قوانين غاية في الصعوبة، وزيادة وتيرة التعذيب. وتم تخفيض الطعام التدريجي عقب استعصاء الشهر السابع ( تموز) 2012، وما أعقبه في نفس العام من الشهر 12 من إطلاق الرصاص على الجناح السياسي ، وإيقاع جرحى وفرض قوانين أشد صرامة، والتضييق الكبير على السجناء. ومنذ ذلك الوقت أيضاً تم توقيف أدوية المرضى العضال وتوقيف عرض الموقوفين على المحاكم وعدم اخراج من أنهى مدة سجنه من السجن، وتخفيض الطعام من وجبتين لوجبة واحدة. ومع بداية الشهر الرابع من 2013، وإعلان معركة تحرير السجن التي جاءت رداً على جرائم الجيش المتواجد في السجن بحق القرى والمناطق المجاورة من قصف وقنص، بدأت مرحلة جديدة حيث توقفت إدارة السجن عن توزيع مادة الخبز واكتفوا بكأس من الأرز المسلوق وزادت وتيرة التعذيب بشكل كبير، ومع مرور الأيام حرم السجناء من الطعام، ومنحوا بدل من ذلك حفنة طحين يومية تزن 150 غراماً، اضطر السجناء من أجل خبز الطحين،إلى حرق ثيابهم وأغطيتهم لبيقوا أشباه عراة.
أصبح الجيش والشرطة يطلقون النار بشكل متكرر على السجناء ويوقعون قتلى وجرحى لإتهام الثوار بذلك وكان أشدها بتاريخ 22 /5 /2013 حيث ارتكبت مجزرة فظيعة بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة ذهب ضحيتها ما يزيد عن 60 شهيداً وأكثر من 100 جريحاً، استشهد الكثير من الجرحى بسبب عدم العلاج وتكرر إطلاق النار المتعمد عدة مرات.
لتحميل التقرير بصيغة بي دي إف: غرف انتظار الموت … سجن حلب المركزي