بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
الدائرة الإعلامية
٨ آذار، ٢٠١٨
باسم أبناء سورية، يقدم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، التحية والتقدير، في هذا اليوم، يوم المرأة العالمي، للمرأة السورية، معبراً عن خالص احترامه واعتزازه بدور نساء سورية المحوري، والجهد الكبير الذي بذلته الأمهات والشابات في تاريخ سورية وحاضرها، في أزمان السلم والحرب، في أيام الثورة وما قبلها.
المرأة السورية هي ركن محوري في المجتمع السوري، وهي التي ستتمكن بإبداعها وحكمتها من إييجاد طريق النجاة كما فعلت كل مرة. ستتمكن من تصحيح صورة الحقيقة، وقيم الحق والحرية والعدل، ومن ثم المشاركة في بناء مستقبل يليق بالإنسانية.
وإذا كانت المرأة السورية تستحق الإشادة والاحترام والتقدير في الثورة السورية، وما قدّمته من تضحيات، وفي تقدّم صفوف المتظاهرين، وركب الحرية، فإن ما تعرضت له منذ آذار عام ٢٠١١ من قتل وتهجير واعتقال وإخفاء قسري وتعذيب على يد نظام الأسد، هو الدليل على أهمية دورها وما تقوم به، وعلى فشل المؤسسات الدولية في حماية السوريات والسوريين، والعجز عن تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن والسلم، وحماية أرواح البشر .
الأرقام التي وثقتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الذي غطى الفترة من آذار عام ٢٠١١ ولغاية آذار ٢٠١٨، تشير إلى قتل ما لا يقل عن 21,600 نصفهن تقريباً طفلات، وأن ما لا يقل عن ٨١١٣ مازلن معتقلات في سجون النظام بينهن طفلات، كما استشهدت بحسب ما تمكنت الشبكة من توثيقه ٤٣ امرأة نتيجة عمليات التعذيب القاتل .
أشار التقرير إلى قيام قوات النظام بممارسة العنف الجنسي كسلاح حرب، موثقا ما لا يقل عن ٧٦٩٩ حادثة عنف جنسي، بعضها طال فتيات دون الثامنة عشرة عدا عن النتائج المؤلمة الناجمة عن ذلك، والآثار النفسية البليغة .
لا شك في أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، وأن ما جرى توثيقه هو جزء يسير مما نفذته قوات الأسد وداعموه من جرائم بحق السوريين.
هذه الجرائم يجب أن تتوقف، ويجب أن توثق وأن تتم محاسبة ومعاقبة مرتكبيها، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه المأساة مجدداً بحق النساء والمدنيين في سورية وفي أي مكان آخر.
نساء الثورة، ما زلن، بفضل صبرهن وتوقهن لانتصارها، يمثلن ركناً لا بديل عنه لصمود السوريين، وكان لكل حضور يؤدينه أو دور يلعبنه، قيمة إضافية لا يستطيع أحد تعويضها.
يهنئ الائتلاف الوطني المرأة السورية بهذه الذكرى؛ مؤكداً أهمية استمرار وتفعيل دورها المحوري في مجال بناء وتقويم وإنارة درب العمل الثوري على مختلف المستويات، وضمان إسهامها الفعال في العمل السياسي، ومؤسسات الثورة، وتوفير مقومات ذلك .
ليس لدينا سوى نداء مفتوح لنساء سورية العظيمات، يدعوهن لمزيد من الانخراط في دوائر العمل على مختلف المستويات، فلا بديل عن كسر أي حواجز تعيق مشاركتهن الكاملة في بناء حاضر سورية ومستقبلها بما يليق بمكانتهن على مر التاريخ.
كل عام ونساء سورية بخير وحرية وكرامة.
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين،
عاشت سورية، وعاش شعبها حراً عزيزاً.