تصريح صحفي
الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية
الدائرة الإعلامية
5 آذار، 2018
عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين يتساقطون في الغوطة الشرقية مع مرور كل يوم وعلى مدار الساعة، جراء القصف الجوي والمدفعي لطائرات النظام وطائرات الاحتلال الروسي.
المجازر التي ارتكبت على يد روسيا والنظام خلال الساعات القليلة الماضية طالت مدن وبلدات جسرين وسقبا وحمورية ودوما ومسرابا وكفربطنا والأشعري وبيت سوى وحرستا وعربين والشيفونية وجوبر، ما يعني أن الغوطة الشرقية المحاصرة مستهدفة بكل مناطقها، وأن الهجوم الإجرامي الوحشي عليها يهدف إلى أحد أمرين: إما قتل جميع من في الغوطة أو تهجيرهم، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي مجدداً أمام مسؤولياته، باعتبار أن الغوطة الشرقية تتعرض حالياً لحملة إبادة جماعية على يد روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية.
أمس الأحد (4 آذار) سقط 52 شهيداً من المدنيين في الغوطة الشرقية، بينهم نساء وأطفال، منهم 31 شهيداً في مدينة دوما وحدها، بينما وصل عدد الشهداء حتى عصر اليوم الإثنين إلى 21 بينهم 11 في بلدة جسرين و4 في حرستا و3 في سقبا، ليصل عدد الشهداء منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة على المدنيين في الغوطة المحاصرة إلى أكثر من 700.
منذ سنوات بدأت معاناة أهالي غوطة دمشق الشرقية من الحصار المضروب عليهم من قبل عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية، في جريمة ضد الإنسانية تستمر فصولها تحت سمع العالم وبصره، وفي ظل قصف جوي ومدفعي متوحش وهمجي، تؤدي فيه طائرات الاحتلال الروسي دوراً محورياً.
المحاصرون تحت خطر الموت المستمر بالقصف الجوي والمدفعي يعيشون صراعاً يومياً آخر مع نتائج الحصار من جوع ومرض وانعدام تام للخدمات، فالمنطقة التي دمرها القصف الجوي والمدفعي تعاني على نحو لا يوصف، والسكان هناك يطلقون نداء استغاثة أخير لإنقاذهم.
كل القرارات الدولية وجميع اتفاقات وقف إطلاق النار تسقط ويتم خرقها والاستهتار بها وكأنها ليست موجودة، بل ويتم استغلالها لتخفيف الضغط الدبلوماسي والسياسي الضعيف، مقابل تصعيد إضافي وقصف أشد ومجازر أكثر.
400 ألف مدني محاصرون في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق منذ سنوات، ويتعرضون بشكل يومي للقتل، أما صور جثامين الأطفال وهم مكفنون بشعار الأمم المتحدة فهي كفيلة بشرح الواقع الحالي اليومي للمدنيين، تلك الصور دليل على أن أياً من أطراف المجتمع الدولي لا يحق له أن يتنصل من مسؤولياته تجاه وقف الإبادة الجماعية بحق سكان الغوطة.
نؤكد مجدداً أن روسيا طرف أساسي في النزاع، وتتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب المرتكبة في سورية، ولا بد من محاسبتها ومحاسبة جميع المجرمين من كافة الأطراف.
يجدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مطالبته المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين، مؤكداً أن مجلس الأمن يجب أن يتجاوز التعطيل الروسي المستمر، وأن يبادر إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة وممارسة الضغوط اللازمة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة قبل فوات الأوان.