تصريح صحفي
سالم المسلط
الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
4 آذار، 2015
لم يعد التدخل العسكري الواضح والعلني للنظام الإيراني في سورية، مجرد تهديد للشعب السوري ومكوناته فقط، وإنما تجاوز خطره الحدود السورية ليشكل إنذاراً للمنطقة بشكل عام، فإيران اليوم تتمدد في المنطقة العربية مستغلة الحامل الديني المشترك لتحقيق مصالح نظامها الاستبدادي ومشاريعه الخاصة، مخلفة في كل منطقة نزاعات ومليشيات وكانتونات بعيدة كل البعد عن مشروع وطني أو قومي، فمن العراق إلى لبنان فسورية واليمن، يتجلى هذا المشروع بأوضح صوره، والتي لا يمكن إيقافها إلا عبر مشروع عربي جامع قادر على حماية الأمن القومي وإيقاف هذا المد وحفظ المصالح العربية المشتركة.
نرحب في الائتلاف الوطني بالمقترح الذي أعلن عنه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، حول تشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام في صيانة الأمن القومي العربي، انطلاقاً من أن التدخل الإيراني في سورية سيكون بلا شك على رأس أعمال القمة العربية المزمع عقدها في 28 آذار الجاري.
لقد سبق للائتلاف الوطني أن طالب مجلس الأمن والجامعة العربية بعقد اجتماع متعلق بهذا التدخل وإصدار قرار حاسم يمنع الانتهاك الذي يمارسه النظام الإيراني لسيادة سورية، كما دعت القوى السياسية الممثلة للثورة السورية منذ البداية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية مؤكدة ضرورة قيامها بملء مكانها الحقيقي في مجرى الأحداث، وقد التزم الائتلاف الوطني بتلك المطالب وعززها بمطالبة الجامعة بعقد اجتماع طارئ وإصدار قرارات تنقذ سورية وشعبها ومستقبلها، وها هو اليوم يجدد دعوته للنظر بشكل جدي إلى هذا التدخل الإيراني الداعم للنظام القاتل، فالمليشيات الإيرانية اليوم تقاتل إلى جانب قوات الأسد في درعا وريف حلب والقلمون وغوطة دمشق.
لم يعد أمام العرب اليوم سوى دعم خيار الشعوب في الحرية والعدالة، ضد الطواغيت والديكتاتوريات التي استبدت في المنطقة عقوداً طويلة وكانت جسراً لعبور كل المشاريع الطامعة في هذه المنطقة، والتي اتخذت من الإرهاب والتطرف أداة لتحقيق تلك المشاريع، حتى باتت تشكل اليوم خطراً مباشراً لا يقتصر على نظام أو دولة، وإنما يستهدف الأمة العربية بتاريخها وأديانها وشعوبها.